في ظل ارتفاع أسعار جميع وسائل التدفئة وعدم توفّرها، عاد الكثير من أهالي اللاذقية إلى استخدام طرق تدفئة من القرن الماضي، معظم أبناء جيل اليوم لا يعرفها، ومن تلك الطرق التي عادت بقوة لتتصدّر مشهد حيل العائلة على البرد باستخدام ما تيسر من وسائل الدفء، هي “تمز الزيتون” أو كما يسمى في بعض المناطق" بالجفت "والذي كان استخدامه يقتصر على الأرياف، لكنه بات منتشراً داخل المدن أيضاً.
في الريف، عادت المحال إلى بيع مادة “تمز الزيتون” نظراً لكثرة الطلب عليها، حيث قال أبو عبد الله صاحب أحد المعامل والمحال بريف جبلة “الإقبال جيد على شراء التمز، فقد تضاعف عدة مرات عن الأعوام الماضية”، مشيراً إلى أنه يبيع التمز إما على شكل قوالب مصنّعة، وإما على شكل دوكما.
ويضيف أبو عبد الله: “يتراوح سعر الكيلو من “التمز” في حالة الدوكما بـ1500 ليرة وفي القالب بـ2000 ليرة، مشيراً إلى أن المدفأة أو المنقل يستهلك حوالي 2 كيلو “تمز” عند تشغيله 6 ساعات مع اشتعال جيد يكفي لتدفئة مساحة واسعة، وخصوصاً الغرف الكبيرة التي لايمكن أن تحصل على الدفء بمدافئ الكهرباء”.
وأضاف: “يمر التمز بعملية تصنيع بسيطة بعد الحصول عليه من المعاصر، حيث تبدأ بجمعه وتعريضه لأشعة الشمس حتى يجف بشكل تام، ولا يتسبب بانبعاثات ضارة عند احتراقه من خلال إضافة بعض المواد، ومن ثم يجري تصنيعه بوضعه داخل آلات مخصصة، ليخرج في مرحلته النهائية على هيئة مكعبات أو أسطوانات سريعة الاشتعال”.
بدوره، قال أبو محسن “رجل سبعيني”: “انقطاع الكهرباء وارتفاع سعر المازوت دفعني للعودة إلى الوسائل القديمة التي كنا نستخدمها في ثمانينات القرن الماضي ومنها التدفئة على تمز الزيتون”، عازياً ذلك لانخفاض سعره بالرغم من وجود بعض المشاكل نتيجة الدخان الذي يخرج منه أحياناً.
برأي نضال -موظف- أن التدفئة على ما تنتجه الطبيعة يبقى أكثر توفراً ودفئاً من وسائل التدفئة الحديثة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها التمز، مؤكداً أنها أعطت غرفة الجلوس دفئاً كبيراً.
والمعروف عن التمز أنه عبارة عن تركيبة مكونة من قشور حبيبات الزيتون والحشوة والبذرة القاسية المطحونة ونسبة ضئيلة من الزيت، وتمكن الإنسان عبر العصور القديمة من استخدامه للتدفئة ولأغراض أخرى مثل تسخين المياه والطبخ من خلال حرق التمز في مدافئ الحطب، وبسبب وجود نسبة بسيطة جداً من الزيت يحترق ويعطي ناراً تستخدم بأشكال عدة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا