شبكة سورية الحدث


من رحيق الخيال.. بقلم بشرى محمود السليمان

من رحيق الخيال.. بقلم بشرى محمود السليمان

سورية الحدث الإخبارية

 

#من_رحيق_الخيال 
كان جدي ملك الطاولة سيد من لعب على الأراضي العربية.
كان يعشق طاولة الزهر، لدرجة ما إن يرمي حجارة النرد، حارتنا بأكملها تقف أمام القهوة وتنتظر فوز جدي، لأن الأمر كان محتوم بخسارة خصمه.
في يومٍ سمعت جدتي تسخر منه وتقول سيأتي يوم وتخسر، كانت عيون جدتي تكتظ عيظاً بسبب خسارة أخيها أمام جدي على مرأى ومسمع من الجميع الذين كانوا في المقهى.
ضحك جدي ضحكة صفراء وخاطبها ولا في أحلامك، لكن وعداً علي إن خسرت سأحرق طاولة الزهر أمام نظر أهل الحي، وسأُحرم لعبها إلى أبد الدهر.
كانت عيوني تلمع من الفرح بسبب ثقة جدي الموقر.
لكن لم يعلم أنّ حفيدته داهية، ذهبت إلى نادي محترفي طاولة الزهر، تعلمت لعبها، وأتقنتها دون علم جدي.
كانت الخامسة عصراً حينها، أحضرت الطاولة وناديت جدي.
_هيا لنلعب ياجدي.
_ أنتِ أيتها الصغير تريدي أن تنافسي جدك، مع ضحكة استهزاء.
_لنجرب ياجدي.
فتحت الطاولة، قمنا بترتيب الأقراص. وبدأنا باللعب.
تناوبنا على رمي حجارة النرد.
وصلنا إلى نهاية اللعبة، أوشكت على الفوز، بدأ جدي يمسح العرق عن جبينه، وأحس بالحرج، وكأني أقرأ عقله، هل من المعقول صبية صغيرة لاتفهم شيء في هذه اللعبة تهزمني وتجلعني أنفذ وعدي الذي أقسمته لجدتها، ياللعار.
خاطبته عن طريق العيون، لا تخف يا جدي فأنتَ حشيشة قلبي ولا أسمح لأحد بأن يشمت بك.
انتهت اللعبة بفوز جدي رغم يقينه بأني أنا التي سمحت له بالفوز.
_لاتحزني يا صغيرتي فهذه اللعبة تعتمد على الذكاء والحكمة، لكن يكفيكِ شرف المحاولة.
نظرت إليه ماكرة، بدأ بإشاحة نظره عني.
ثم أعاد النظر بحذر، هذه أول مرة أرى جدي يضحك من قلبه، أضحكني بشدة.
        "بُشرى محمود السليمان"

التاريخ - 2021-12-27 2:06 PM المشاهدات 2423

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا