سورية الحدث
رُوحِي قربانٌ مُهَمّش ..
تتركني في كلّ مرةٍ لأخمّن
كم من الوقتِ سيحتاج نداءُ روحي
في دعوةِ روحكَ لتلبيةِ رغبتي بوجودك..
لنتناولَ سويّاً وليمةَ عشقٍ في مخيّلتي
أضحت بعد كلّ خيبة
وليمةَ خذلانٍ أتناولها وحدي
و انا أسمعُ زيفَ أغنياتك
و أتراقصُ بعدها على ألحانِ النّشوةِ بفقداني
لكياني.. لكَ.. و لصوتيَ المستباحْ
بعد معرفتي أنّ نداءاتيَ الشّاردة
قد لامست قلوبَ الجميع عدا قلبك!
والّذي أُعيد اكتشافي بأنّه لا يجيدُ لغةَ الأرواحْ..
كيف لا!
و قد جلستُ ليالٍ طوال
و أنا أفكّ رموزها لقلبكَ الأُمّيّ
كيف لك بنظرة لا مبالاةٍ واحدة
أن تخبرني بأنّ محاولاتي باءتْ بالفشل..
و أنّ عودتك الأخيرة الّتي صنعت لقلبي جناحين
ما هي إلا حاجةٌ مؤقّتةٌ كالعادة
ألم أحفظ عادتك بعد أم أنّي أرفضُ حِفظَهَا!
حتّى أنَّ الكونَ لم يعد يطاوعني في أذيّة نفسي أكثر
فلم يمنحني لصنع جناحيّ هذه المرّة سوى الهواء
كي لا أطيرَ عالياً..و أسقط كالعادة
كعشرينيّةٍ سكرى مصابةٍ بداءِ فرطِ سعادة،
و لكأنّي كنتُ السُّدادةَ الآمنةَ الوحيدة لأوقاتِ فراغك
و ثقوبِ وحدةِ قلبك.. و بردِ أحضانكَ الخائنة،
و ما أزهدَ تلكَ السُّدَادة!
في عينيك..
و منْ عساهُ يملأُ عينيهِ بكَ أيّها الخالِ من كلّ شيء..
عدايَ أنا!
من ملأتُ حياتي بالفراغْ
و تجرّعتُ كؤوسَ الوحدةِ بجانبك
و أنا أنظرُ إليكَ و لا تراني
و تنظرُ إليّ تحتضنُ ببردكَ دفأَ حناني
فتسلبُهُ بُغتةً
و بعد وهلةٍ تنساني
و لكأنّي رضيتُ على نفسي أن أكونَ بكاملِ إرادتي
آخرَ اهتماماتِ منْ كانَ أوّلَ أولويّاتي
و بكاملِ فرحي أن أكون..
المرتبةَ العاشرة بعدَ المئة
في حياةِ من هوَ حياتي،
و أكونَ هنا.. لأجلك
ربحاً لكلّ خساراتك
و قلماً لبؤسِ كتاباتك
ترميه بعدما تُفنيه
و تنكرُ فضله و تنفيه
بعدما بكى حِبراً على أوراقك
حينَ كنت تتوقُ لورقة
ترمي على سطورها حِملَ قلبك المُثقل بالآثام
و تحرقُ طُهرها بخطاياك
لتُعَاقَبَ على ذنبٍ لم تقترفْهُ
حينَ تكفلت بإحياءِ كلماتك
فماتت بها.... بل مُتُّ أنا،
فأنا من كنتُ الورقةَ و الأقلام!
و دونَ أيّ شعورٍ بالذّنب
ترحَل!
و أنا طيلةَ الوقتِ كنتُ هنا..
أقتلُ نفسي بمواساتك
و أحفرُ أثارَ الذّكرى في جلدي إثرَ لمساتك
لأحيا لكَ و بكَ و معكَ..
أعيشُ آخرَ لحظاتك
لأمنحكَ لحظاتي
و بعدها أخرجُ من حياتك
لأكَوّنَ حياتي
فأعيدَ اكتشافي ذاتَهُ في أنّ
حياتي قد حُكِمَ عليها بسجنٍ مؤبّد في ظِلّ حياتك!
يارا خليل
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا