درجت في الآونة الأخيرة ثقافة جديدة تحوّلت إلى ما يسمى بموضة التيمن أو تقليد الآخر بكل إيماءاته وتصرفاته ومنطقه، حيث يميل أغلب الشباب الآن لتقليد الأشخاص المعروفين من فنانين ومشاهير في مجالات مختلفة.. فهل سيضيف المقلد شيئاً لذاته وكينونته..؟ أم أن الموضوع موضة عصرية تنتهي مع انتهاء الأسباب؟.
الدكتور فادي ديب ناصر أوضح في حديثه لـ”البعث” النسبة الكبيرة التي تأتي إلى عيادته للقيام بعمليات تجميل تتطلب تغيير الملامح بشكل جذري للتشبه بأشخاص مشهورين ولكنه يرفض إجراء هذه العمليات، ولا يتجاوب معهم، لأن أغلبهم يعانون اضطراباً نفسياً، ولأن مثل هذه العمليات بحسب الطبيب تؤثر سلباً وتؤدي لمشكلات كثيرة من ترهل وتشوهات غير محمودة العواقب في المستقبل.
الاختصاصية النفسية هبة موسى، بيّنت أن الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه العمليات هم أشخاص غير متصالحين مع أنفسهم، مشيرة إلى خطورة هذا موضوع الذي يتطلب مشاركة الأهالي وتوعية أبنائهم لجهة خطورة هذه العمليات، إضافة إلى البيئة المحيطة بهم من أصدقاء وغيرهم، وأنه على الطبيب أن يتعامل بمهنية مع هذه الحالات من مبدأ أن هذا التغيير لا يتلاءم مع شخصيتك.
وتضيف موسى أن بعض الأشخاص يصبح لديهم إدمان للقيام والتغيير الدائم لشكلهم الخارجي، محذرة من إجراء العمليات للشباب دون السن القانونية لما لها من خطورة وارتكاسات مستقبلية.
أحد الشبان قال: إذا كان هذا الموضوع يحقق لي راحة نفسية ويؤمّن لي مساحة من السعادة والفرح، فلا مانع من أي إجراء، ولكن دون المبالغة بطريقة تسيء إلى شكل الجسد، لأن مثل هذه العمليات وما يعقبها من تداخلات دوائية قد تسبّب مفعولاً عكسياً مع مرور الزمن.
وعبّر آخر عن اشمئزازه ونفوره لما وصلت إليه الأمور، فلا يعقل أن تصبح كل النساء متشابهات في الشكل، فهذا يحدث مشكلة حقيقية في التمييز بين أنثى وأخرى، ولو كان الأمر بيده -أي الشاب- لوضع أقصى معدلات الضريبة على تلك العمليات ورفع سعرها.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا