شبكة سورية الحدث


فوضى التساؤلات

فوضى التساؤلات

سورية الحدث _   محمد عمر محمود آغا   
فوضى تجتاح الروح والذات، لتعلن معركة بين العقل والفؤاد، فكل نبضة تؤدي إلى عاصفة، اضطراب في النياط يؤدي إلى تخثرات قاتمة، في كل صفعة من صفعات التلافيف، تهدم بنياناً وتسبب نزيف، مخيف، ذاك القرار، العقل يوجه القلب للانصهار، دمار، يكفي أعذار، أنا من مزقته الأقدار، وكل ذكرى تكيه بنار، انتحار، أعلنته مشاعري، اندثار، كان مصيري مع عالمي، من رماد الاحتراق، أرصف طرقات سبيلي، حاضري خان كل الأنماط، أصارع حدقتي وأرجوا دمعتي لا تسيلي، عواصف ترجم الذوات لن تتمكن أن تطفئ حريقي، بل جعلت نيراني مستعرة، تسألني زهرة شبابي: من سرق رحيقي؟ ولماذا أوراقي دون خريف منتحرة؟
 باتت المفاهيم تعاني الانفصام،  بين حق وعدل وحلال وحرام، لن يكفي وصف الأقلام، مهما كانت المفردات منمقة، فهذا حاضر أفضل وصف له هو مشنقة، تشد وثاقها على عنقك وروحك المرهقة، بالله لماذا دوماً تحيطني ذكرياتي الممزقة؟
 ‏ بين الحرب والسواد، بين الموت وضلال العباد، والراحة ليست إلا أوقات، لا تحاسبني على آمال تباد، أنظر لأصدقائي كيف صارو بغير بلاد؟
 ‏أنا من تقطعت أوصالي ومازلت روحي تصارع الاعتياد، حداد، أعلنته على مشاعري، استبداد، كان مصيري من حاضري، و ازدياد بمعدل السخط داخلي، وفي كل مرة أفشل في عد خسائري، فالحب و الكرامة مشاعر لا تعاد، فإن خسرت إياً منها صارت حياتك سواد، فأنا هنا مسجون في الغسق، فالضياء قد أعلن الابتعاد، وبقيت أسير الظلمات، تكبلني أغلال صدئة تسلب من عظامي الحياة، تفتك في جسدي وتسعى لتجعلني فتات، بالله كيف أنجو من تساؤلات، على خلايا عقلي تقتات؟
 ‏ بين شكوك وقلق كان العتاد، وأهازيج المعركة تزعزع الأجساد، فالأمر إيمان واعتقاد يسكن النفوس، وابن الجحيم بالنواصي يوسوس، بخطيئة و بحرام ممسوس، ولأن الهاوية تجذب رؤوس، مفرغة من العقول فصارت الهاوية، تنضح بجماجم خاوية، فأقدارهم كالبهائم متساوية، بعدما اضمحلت التوعية، وصارت النصيحة غير مجدية، فأصبح الأمر كإعطاء ترياق لجثة فانية، يا لها من أيام مضنية، نصارع فيها أشباه البشر بصدور عارية، فامتلئت أجسادنا بندوب من شظايا دامية، والمصدر مدافع توجهها ألسنة شديدة السمية، قد باتت الأمور علنية، فظهرت الوجوه وسقطت الأقنعة التبرجية، لتظهر أنياب وأحداق طولية، والوليمة لحمك نيئة، وبعد هذا بالله أتستوي الحسنة مع السيئة؟
على أطلال ما تبقى من عالمي ألقي خطبة الصلاح لأناس صم، منبري قطب وجراح وينابيع دم، قد زرعنا خطايا وحصدنا هم، فلا عجب من أنياب يسيل منها سم، هذا الواقع هنا الظن والإثم، الخير يصارع ألف ند وخصم، ولا تساوم على الكرامة فهذا موسم حسم، تشتري إنسانية، و تبيع صدق، النفس الأنانية، والقلب لا يرق، وبعد هذا هل هنالك غد مشرق؟
 تحيطني التساؤلات لتأسرني في دوامةٖ الهلاك، ظلام حالك يسري بروحي يسعى للإمتلاك، أخيط جروحي دون مخدر وصراخي تضج به الأفلاك، أنا لاجئ على حدود السكينة يفصلني عن الراحة أسلاك، حرارة قد سيطرت على صدغي يسألني قلبي هل الأمر يستحق الإشتباك، يرد عقلي: التسائل غير مجدي والتفكير هو عقوبتك ولن تُسمَع نجواك، ومن تناجي؟ 
 ‏كل من أذاك؟
 ‏ أم من كان أمامك وديعاً وفي ظهرك كان ماكر ونكار؟ 
 ‏أم من كان يشكو الضعف فسندته فشتد عزمه فرجمك بالنار؟ أم من كنت تتلو عليه أخطائك فيقول كف عن الأعذار؟
 ‏ من تناجي؟
 ‏ لله النجوى خالق الأقدار ! 
 ‏اعتداء وتكنيل بحق الكرامة، اعوجاج ونفوس تحيد دون استقامة، اختلاج في المنطق لرؤوس قوامة، ايبتهال للجهل وللإدراك مهانة، اختلال في الباطن ينتج قساوة،
 ‏أحقاً من الممكن أن يصبح العالم أكثر ضراوة؟
نتطور ولكن ‏بتجاه معاكس نهرول، فللمستقبل نضرب على الرمل، وللإستخارة ننظر بقعر الفنجان لطرق رسمت بالثفل، وللبوح ننظر في خطوط الكف لنفتح آفاق وألف غابة وجبل، حقاً مصابنا جلل، بالله متى آخر مرة أحدنا عن ضميره ‏سُئل؟ أم نسي الفقيد بعد ثلاث بدم بارد قد قُتل؟ 
وشيع جثمانه بمقبرة لضمائر دثرت دون أمل، 
تنبئني شكوكي التي تنهش بثنايا عقلي، بأن عقود عجاف ستزور حقلي، وأنا مقامر مستدين أرمي نردي على مستديرة تأخذ ولا تعطي، يا لسعدي، أيا ترا الغيث نفعاً سيجدي؟ أم أكون محتال أفوز بحيلتي، وفي الحالتين خالية جعبتي؟ فلن يزهر حقلي ولن أفوز بلعبتي، وفي النهاية هذا قدري وقسمتي، فالرياح دوماً قاسية على العود الفتي، كثيرة هي الاستفهامات، والجواب تعجز عن وصفه الكلمات، ‏فما الأمر إلا فوضى التساؤلات.

التاريخ - 2022-01-10 8:17 PM المشاهدات 749

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا