سورية الحدث
مساء يوم الثلاثاء ٥-٦-٢٠١٧..
أشهرَ سيفاً فتّاكاً في أحشائي التي لطالما رتّلَتْ أقدسَ الصّلوات بحروف اسمهِ الطّاهر
قامَ بِـ ذَبحي كفريسةٍ رَخيصة تُراقص الجنائز على حين غرّة!
مازالت شراييني وَ أوردتي تبكي دماءَه التي جادَت بتكوينهِ مساءَ كلِّ لوعةٍ واشتياق!
كانَ قد وعدني ألّا يفلتَ يدي حتى يلتقم الشَّيبُ من عُمر أحفادي بعضاً لكنّهُ نكثَ بعهدهِ..
تلكَ اليدُ التي دفنتْهُ تحت الثَّرى، هي ذاتها التي اعتادَ أن يقبّلها صباحَ كلِّ لهفة!
وذاتها التي أبَت أن تفلتَ يدهُ فتمسَّكتْ بوجودهِ حتى الرَّمق الأخير..
إلا أنّهُ رحل!
رحلَ إلى مثواه الأخير باتراً أصابعي التي التصقت بأصابعهِ الباردة
هاجراً يداً صرصراً تبكي فُراقَ صخرتها الباسلة..
رحل و تركني وحدي أكابدُ عناءَ الفُراق القاتل بدقائقه التي تدحرجت إلى أيّام بل أشهر..
لقد كسحني القدرُ في لعبتهِ الخبيثة!
__________________________________
مُقتَبَس من رواية "ميرينا لا ترى الضوء"
-||مَشهَد في القطار||-
بقلم الدكتورة -نتالي دليلة-
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
