سورية الحدث
رسالة إلى الله !
طَابت لَيلتك يامحبوبي الأَعظم..
السّاعة الآن العاشرة مساءً بتوقيتي..ماذا عن التوقيت حَيث أَنت..
أخشى أن تكون الساعة الآن متأخرة لديك فيصلك مظروفي قاطعاً حِبال راحتك..
صدّقني أعلم أنَّ مشاغلك كثيرة هذه الأيام
فإنَّ هِجرة الطيور قَد حَانت وعليك أنْ تُرشدها خير الطريق..
والكواكب قد أصابها بعض الفُتور فَعليك أَنْ تديرها في مداراتها بكلتا يديك الجبّارتين حتى تُقلع من جديد
أعلم أيضاً أنّ الصّيف حَان رَحيلُه وعليك أَن تملأ جيوب الغَيم بِمونةِ الشتاء..
وأنْ تضع الهدايا خلف الأبواب الموصدة..
أعلم أن الناس أصبحوا وحوشاً أولئك الذي أنزلتهم خلفاؤك في الأرض قد عاثو فيها خراباً وأحالوها جحيماً..
أعلم أنك حزين حيال مايحدث..
وأعلم أيضاً أن السَّماء تَحُثّك على الدوام لِتَرُشَّها نُجوماً مُتلألئة ولاتفهم تلك الشَّاسعة مدى حزنك وانشغالك..
صدقني أَتفهَّم أمر رفوف مكتبك التي تفيض بدعوات وإلحاح البشر..
أتفهَّم صعوبة مكوثك على العرش أزلاً وأبداً..
أتفهَّم جميع الظروف وماتمر به..
لكنّني لاأملك إلا أن أخبرك كل ليلة عن يومياتي بكل تفاصيلها..السطحية منها والعميقة..
لاترقدُ لي عينٌ ولا يهدأ لي رمشٌ قبل أن أقصَّ عليك مايجول في رِحاب نفسي..
ربّما جرح خنصري الأيسر الذي أَحْدثته سكّين مطبخ بيتنا أقلُّ شأناً من هِجرة الطّيور وتعاقب الفصول وتَفَتُّح زهر اللّوز ..
لكن إن لم أخبرك حِياله قبل أن تَدُق السّاعة معلنةً منتصف اللّيل..يُخَيَّل إليّ أنّه لن يُشفى أبداً !
أَتخيّلك تقرأ كلماتي وتَمسح على رأسي بكفٍّ من نور وتُقَبُّل خنصري فَيطيب حالاً..
أُشاهد بَصمات يديك العظيمة على ورق الخريف المتناثر..
تتجلَّى لِي عَصاك السّحرية في دمعةِ طفلٍ تعافى من مرض خبيث..وآخر تقَوقع في حُضن أمّه بعد سنين حرمان..
أَراك تُبحِرُ في زُرقَةِ العُيون ..
تَتَمشّى في اللون الأخضر..
تركض مع الأطفال حول طواحين الهواء ممسكاً بالطائرة الورقية الملونة ..
تتناول ريشتك وتلوّن الأفق عند الغروب..
تسمع صَدى ضحكات المنازل الدّافئة..فتبتسم..
أرَاك داخلي.. تَجول غاباتي المعتمة ثُم تَعقد القمر المنير في سمائها..
أُحبُّك جداً أيُّها الرَّسام العظيم الله.
مروة مصطفى
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا