شبكة سورية الحدث


أشتهيك في قدح سرمدي الأسى..بقلم غزل حاتم

أشتهيك في قدح سرمدي الأسى..بقلم غزل حاتم

سورية الحدث

أشتهيكَ في قدحٍ سرمديّ الأسى أنتحبُ في قعرهِ فأكون أنا الثمالةُ و أنا الكأسُ الّذي تحتضنهُ يداك.
تبقى أنتَ كما أنت، أجدكَ في الحانات.. بين الكؤوسِ مخموراً.. في الشوارع مُشرّداً تشحذُ الحُبَّ الّذي تخلّيتَ عنهُ.. و الآن ترتجي النسيان.
و أبقى أنا كما أنا..تجدني في قصيدةٍ درويشيّةٍ..في مكتبةٍ أرشدتكَ إليها مراراً لتصادفني عند الغياب..أُترَكُ على رفٍّ منسيٍّ في ردهتكَ فتلتمسني فكرةً في مصحفٍ بلّغتكَ بالغرقِ فيهِ علّنا نلتقي تحتَ الماء..في سطرٍ مائلٍ من كتاب.
يسلَبُ منكَ حقُّ إعطائي وردةً مع أكوابِ القهوةِ الصباحيّةِ الّتي نطقتْ الشّوقَ مع كلِّ رشفةٍ، و يسلبُ مني حقُّ تدوينكَ في قصيدةٍ أرثي فيها إنشطارَ أرواحنا.
فيضيق بنا إتساع الأرض.. و يحمِلنا الزّمانُ إلى مكانٍ لازالَ داجاً منذُ افترقنا....
هناك تبقى قيثارةُ حبّكَ المنسيّةِ على قوارعِ الطّرقات المَحفوفةِ بالذّكريات تبعثُ ترانيمَ الماضي حيثُ عمق تفاصيلنا بَقيت، و هل تَجمعنا التّراتيل؟.
أيا ليتَ دائرة عُمرنا تُبتر و تتقلص و لا تُبقي سِوانا بعد زوالِ الأناس، تُمسك بيديّ و نحلّقُ...أعودُ جناحيكَ و تعود جناحي و ظلّي.. نلتقي في كبدِ السّماء مع قيثارة شَوقكَ و قصيدة لَوعَتي، فلا يعودُ الفراقُ طريقنا و لا الأرضُ بيتنا و لا تحتضننا المياه، فنحنُ معاً وضحُ السّماء.
يتلاشى البقاء و تنحني الحروفُ و تعود إلى مَوطنِها السّماويِّ فلا استقامة للحروفِ سوى بميلنا نحو الشّمس، تُنصت الآلاتُ الموسيقيّةُ لصوتكَ علّها تتعلّمُ كيف يُغنى الحُبّ و تطربُ الغيوم و تتراقصُ النجوم مُشكّلةً حلقة حولنا...
و تبقى أنتَ كما أنت، تُظهرُ الإعجازَ في قدرةِ الإلهِ على وضعِ كينونة العالم و مباهجِ الفضاء في ملمحِ إنسيًّ تنكبُّ له السماء..
و أبقى أنا كما أنا، يُسدِلُ لي القمر ستائرهُ خافياً بريقَهُ فبصيصُ تَوقي حين أحملقُ في إنفطارِ الهُجران و التحامِ الوصال سيظهرُ على وجهي و يجهض جُلَّ الظلام.
|غزل حاتم|

التاريخ - 2022-02-19 8:25 PM المشاهدات 432

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا