فتاة روحها من ذهب.. بقلم عفراء بدور

سورية الحدث

|عفراء بدّور|.
"فتاة روحها من ذهَب"
أراكِ في ثمّة وجوه المارّين،ذلك الوجه الّذي أتحصّن بوداعتهِ
أراكِ في كؤوس قهوتي الصباحيّة،أرتشفُ منها القليل حتّى تبقى تفاصيلكِ تُحاكي لي صورة ملائكيّة على فنجاني
تجعلُ منّي إنساناً مُتيقِّظاً
أراكِ في سماء كوننا المُظلم
كشمسٍ مُحرقةٍ في ليالٍ شتويّة
كنجمٍ مُنبلجٍ يُرثي المُنعزلين في وحدتهم
كغيمةٍ نزفت جرحها قطرةً قطرةً في ليالي الصّيف القمريّة
أراكِ في قصائدي الشّعريّة
في مُفكّرتي المنسيّة
على شبابيك منازل مدينتنا
في شمعتي المُحتضرة،لعلّ وَهجُها يُوقد عتمتي وتأنّس وحدتي المُوحِشة
أراكِ مُختبئة بين زوايا غرفتي المضطّربة،فكلّما نظرتُ هُنا وهناك،أقبضُ على قلبي المفطور لرؤياكِ
لشعركِ المُنسدل،رموشك الكثيفة
أراكِ في الوجود واللاّ شيء
فأسلّم روحي إلى الله الرّحيم لأتملّص من كلّ هذا العذاب المُدمي،معلّقاً صورة وجهِك في ذاكرتي وأنام في سلام.