سورية الحدث
كم أشفق على رحم نفسي والأيّام..
أحتقر الحجارة التي ترسم منوال شوارعنا، و أنقم على علم المسافات وخرافة النأي والفرار..
أبغض البينَ و الآفاق و سراب المدى البعيد ، و أحنق على خطوط الشفق إذ ما سابقت خيوط الغسق لترسمَ لوحةَ ليلٍ يطوي في صفحاتهِ يوماًآخرَ من عُمرِ حيٍّ ميتٍ هزيلٍ ضليعٍ يتجمّدُ في صخرة المسافة والزمن
أشفق على إحدى عشر شهراً من صلبِ كلِّ عامٍ يمضي دون التماسهم عظمةِ مولد شقيقي و أنيسي و صخرتي الباسلة..
أشفق على إحدى عشر شهراً من صلبِ كلِّ عامٍ يمضي دون سعيهم بشكلٍ أو بآخر إلى حصد قطوفِ ساعاتِ يومٍ جليلٍ رزين، فلربّما كانالصمتُ في حرم الجمالِ جمال لكنَّ الصَّمتَ في حرمِ العظمة والرزانة إثمٌ لا يغتفر!
إنَّ الأيّام قبيل ٢٢/٢ لم تكن سوى غبارُ وهمٍ يتردّى إلى غياهب القاع ما دونَ دهمةِ الحضيض..
والأيام بعد ٢٢/٢ سرابُ ريبٍ و سهوٍ يتماهى مع رياحِ الصبر والرّصد الموعود دون طيفِ أمل أو نجاة..
أمّا عن ٢٢/٢..
فهو مولد شقيقِ الشغف والهدف
طبيب القلم و أديب الطبِّ والشفاء
حكيم الجراح و القلوب و سيد مِنبر الفصاحة والبلاغة
تقصّدتُ يا عزيزاً في ثنايا القلب منزله، أن أختتم يومكَ بحروفي، فلم أرضَ بكوني حجرةً بين عظيم الأرصفة في ركب المهنّئين بهذا اليومالعظيم، كما أنّني عجزتُ بل و فشلتُ فشلاً ذريعاً كمُقعدة محتضرة الأنامل ميتة الحبر منتهية القلم، بأن أخطّ لكَ حروفي منذ الثانيةالأولى.. هاتفتُ الكثير من زملاء الحبر والحرف، لم تسعني كلماتهم في وصف أخي، إلا أنَّ أنيسي "أبو الطيب المتنبي" أسعفني على حينغرّة بحروفه الشافية حين هامسني بما شعرتُهُ يولدُ من رحمِ صفحاتهِ لوحةً جداريّةً ترسم شقيقاً و عضداً وصخرةً باسلة كما سوّغه اللهليكون..
" أبلغ عزيزاً فى ثنايا القلب منزله أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه "
أسعفني بحروفهِ عندما كنتُ أشفق على رحم نفسي والأيّام، و أحتقر الحجارة التي ترسم منوال شوارعنا، و أنقم على علم المسافات وخرافةالنأي والفرار..
أغاثني من نفسي بسكينة حرفهِ عندما كنتُ أبغض البينَ و الآفاق و سراب المدى البعيد ، و أحنق على خطوط الشفق إذ ما سابقت خيوطالغسق لترسمَ لوحةَ ليلٍ يطوي و لربّما شقيقاً عزيزاً في ثنايا القلب منزله، لكنّي و إن كنت لا ألقاه ألقاه..
••كلّ عامٍ و أنتَ البِرُّ و الخيرُ والمنفعة و الطيبُ والصلاحُ و الوفاءُ والكرم••
••كلّ عامٍ و أنتَ الطبيب و الحكيم و الفصاحة والخطابة والكلمة والحرف والقلم••
••كلّ عامٍ وأنتَ الشقيقُ و النديم و الأليف و الخلُّ و الصديق والدواءُ للألم••
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا