وجع الحروف.. بقلم آية أوسطة داية

سورية الحدث

وجع الحروف
أن تنفلت الحروف من بين أصابعكَ مُشكلة، بحراً من الكلمات... بعضها يُقويك و يزيدك شجاعة، و البعض الأخر يَتخذُ من جرحك لَحناً يتراقص على أنغامهُ ليُحيه من جديد، أحاول أن أخفي ما أشعرُ به يا عزيز، تفضحني كلماتي الحزينه التي أخطها بقلمٍ باكٍ على ورقه مبلله، أراك في حروفي، في فُنجان قَهوتي، في مقدمه أُغنيتي و في أوراق روايتي، أين أخفيك، وأنت الظاهرُ من بين كُل أشيائي المجهوله… ليتك تعلم يا عزيز كم مره أعلنت الرحيل، ثم وجدتني أعود أدراجي لألتحف بحنايا اضلعك، كم مره أقسمتُ على النسيان، ثم نسيت قسمي وجراحي وجئت أُسكّتُ أنين روحي لأسمعك…
دعوتُ بلسان لاهج متضرعاً لله باكياً أن ينتزعك من قلبي.
أنهكتني، أنهكتني يا عزيز، صمتك كان صاخباً يكادُ يصمُّ أُذني…
أصبحت ملامحي غريبة، لا تُفسّر، أصبحتُ كئيبة للغايّة، باهتة ومُتعبة، احتلَّ السواد عيني وقطنَ أسفلها، كُلّ شيء أصبح عبارة عن خرابٍ يتلوهُ خراب..ساكنة أنا فوق كرسي يكاد أن يتحول إلى سرير لفرط تعبي، مكتب مهترئ يسند يداي، و فوقه أوراق مبعثرة تماماً كأحاسيسي.
غارقة في حبي لك ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حطامك، اه يا عزيز كم بودي لو انتفض عليك، سئمت من كونك شاهداً على تمزقاتي، حتى قلمي كان يتمرد قبل أن أضع أصابعي عليه فتتغاضى حبره عن بعضُ أوجاعي.
دعني أحضنك يا عزيز حضنا عميقا يتلاشى معه كل السوء الذي أحدقته بقلبي… دعني أفرغ فيك سنوات عمري، دعني أحفر جرحي داخلك، و أسكب دموعي بمقلتيك…

آية أوسطة داية