سورية الحدث
أريد الكتابةَ بلا مرسَل إليه، لكن بشرط أن تصل رسالتي إلى كلّ العالم..
إنّني في مكانٍ ما، بعيدٍ كلّ البعد عن الحياة، في هذا المكان الجميع موتى، في هذا المكان لا أحد يشعر بشيء، أنا فقط أتألّم وحدي هنا، لا درجاتَ حرارة هنا، لا أكسجين، لا ماء ولا طعام، فقط الموت..
رائحة الدّخان، رائحة الاحتراق، الجوّ ضبابيّ، لا تطلع الشّمس هنا، ولا حتّى القمر.. لا أعلم إنْ كنتُ على كوكبٍ آخر، أم أنّني تحت الأرض؟ في باطن الأرض، أم في الجحيم؟..
أنا فقط أتالّم، أشعر بقلبي ينصهر كقطعة حديد، أشعر بروحي تحترق كورقة بالية، أشعر بالموت ينادي من كل جنب، أشعر أنّ هناك مَن يراقبني في كلّ لحظة تمرّ، يستمتع برؤيتي وأنا أتحوّل إلى رماد، لا أستطيع رؤيته لكنّني أشعر بوجوده حولي، مثلما يكون الجنّ حولنا يطوف دون أن نراه أو نلمسه، إنّه يطوف حولي أينما حلَلْتُ، يراقبني..
أكتب الآن وأعلم أنه فوق رأسي، يقرأ ويضحك، أكتب بحجر فحمٍ أسود، على ورقةٍ صفراء وجدتُها في أحد البيوت المهجورة، -هناك الكثير من البيوت المهجورة والمسكونة هنا- ، أكتب وأنا على يقين بأن هذه الورقة لن تصل إلى وجهةٍ ما، بل ستحترق قبل أن تعبر هذه الجدران الشّاهقة، لكنّني أحاول إفراغ جوفي من الكلمات قبل أن تحترق مع أحشائي..
عليّ أن أُنهي هذه الرسالة، فالأرض تجهّز للزلزال التاسع اليوم..وداعاً..
فتاة من رماد...
|فاطمة_صالح|..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا