في ميلادكِ يا سيّدةَ النِّساء
أستدعي كلَّ من ماتَ من الكُتَّابِ وَ الشّعراء إلى منبر جِفنَيكِ، لأُعيدَ إحياءَهُم بروحِ قلمي العاشِق بين سُطورِ مُقلتيكِ، و ننسُج أبهى الدّواوينولعاً و هُياماً في أمواجِ أديمكِ ما بينَ بسمةٍ تستلقي على أطلالِ المدِّ و تجهُّمٍ يسترخي على حوافِّ الجَزر، وَ أستَحضِرُ أجسادَ مُضغاتٍ لَمتُخلَق بَعدُ، و علقاتٍ تصارعُ القرار ما بينَ إيابٍ و غياب، و أجنّةٍ تُقارعُ المَصير ما بينَ مخاضٍ و هلاك
لِيشارِكنَنِي التّصوُّفَ سُجوداً بحبرِ حروفي الخاشِعة أمام مجيدِ عينيكِ يا خضراءَ اللّآلِئ و ورديّة الوجنتين!
لسيماءِ أحداقكِ يا عَيونَ المَها، سِحرٌ يتغلغل في عُروقي فيَسترِقُني من نفسي على حينِ غِرَّةٍ، كمُخَدّراتٍ لا ألبثُ أن أعتادها حدّ الإدمان منذالرّمق الأوّل، فلا أكادُ أكمِلُ يوماً أو بِضعَ يومٍ بعيداً عن هندسةِ مِنوالها الفاتن الذي يستوقفُني في كلِّ مرّةٍ زارعاً القشعريرةَ في تكويني، وكأنَّها المرَّةُ الأولى!
فـ بِها الحياةُ، و إليها القنوطُ، و منها الأزرُ، و بين استدارةِ جفنيها يغفو الأزَلُ!
أستسمِحُكَ عذراً سيّدي الرَّصين "جرير بِن عطيّة التميميّ"، فالعُيونُ الَّتي في طَرفِها حورٌ قتلننا ثمَّ أنقذنَ قَتلانا، و أحيينَ موتانا!
يصرعنَ ذا اللبّ إلّا أنَّهُ يقاوم هائماً في خضراءِ جنانهِ و يُعاركُ متعطِّشاً لنعيمِ فردوسهِ، وَهُنَّ أطهر و أنقى خَلقِ اللَهِ أَركانا!
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا