شبكة سورية الحدث


في برهة أزاحت الجميع و تشبثت.. بقلم أحمد علي

في برهة أزاحت الجميع و تشبثت.. بقلم أحمد علي

سورية الحدث

#في_بُرهَةٍ_أزاحتِ_الجميعَ_و_تشبّثت
#لإحداهنَّ

تنصُّ إحدى قواعِدِ الحُبِّ على أنَّ الحُبَّ ينمو في ثلاثةِ أثلاثٍ كما الجنينُ داخلَ الرّحمِ، لكنّي أعشقُ التَّحدّي، فكما وُلِدَ المسيحُ بلا أبٍ أستطيعُ أن أخلَقَ حُبّاً بلا زمنٍ، حُبّاً واثباً فوقَ عقارِبِ السّاعةِ متنقّلاً بثوانٍ من تفصيلٍ لآخر.
لنقرأ سويّةً...
لنقرأ ونحنُ نُصغي للحنٍ عزَفَتهُ ملعقةٌ تدورُ على حافّةِ كأسٍ زجاجيّةٍ باهظةِ الثّمن.
أحقّاً أنّكِ بعيدةٌ عزيزتي؟
أحقّاً أنّني لم أرَكِ قطّ؟
هذا غريبٌ تماماً...
إنَّ جُلَّ تطلُّعاتي في الحُبِّ كانت برفقتكِ.
تشابُكُ الأيدي، تبادلُ النّظراتِ، الابتساماتُ الخفيّةُ، سترتي الرّماديّة، مطاردةُ الفراشاتِ، رحلةٌ للهيمالايا، قراءَةُ تلكَ الرّواية، مسيرٌ تحت المطر، وتناولُ البيتزا تحتَ ضوءِ القمر. 
فلطالَما نبتَ النّرجسُ في قلبي في كلِّ مرّةٍ أمسكتُ بها يدَكِ.
وتحدّيتُ جُفْنَيَّ بإبقاءِ عينَيَّ مُحدِّقَتينِ بتلكَ النّظرةِ تقطُفُ في كلِّ مرّةٍ نرجسةً ممّا بَذَرَتهُ يداها.
ولعلّني كنتُ الأقدَرَ على كشفِ ابتسامةٍ غيرِ مرسومةٍ بعدَ رحلةِ بحثٍ شاقّةٍ بينَ أخاديدِ شفتيكِ.
أمّا سترتي الرّماديّة، فقد كنّا نجثو تحتَها حينَ يباغتنا المطرُ في ليلةٍ صافية.
كما وأذكرُ سقوطَكِ أرضاً عندَ مطاردتنا فَراشَاتِ الرّبيعِ ذاتَ يومٍ لأُسارعَ فأُضَمِّدَ نزيفَ حبرِ جرحكِ بضمادٍ من أوراقي فننسُجَ مقطوعةً أدبيَّةً يقتاتُ عليها حُبُّنا أيّاماً طوالاً.
رحلتُنا للهيمالايا كانت غريبةً بعضَ الشّيء؛ إذ سافرنا على أجنحةِ طائرِ الفينيقِ لنحطَّ رحالَنا على رمادٍ هَشٍّ فوقَ أرضٍ مكسوّةٍ بالثّلج!
وإن سألتِني عن أجملِ ما في الحبِّ؛ سأُجيبُكِ بثقةٍ مطلقةٍ: قراءَةُ روايةٍ مع من تحبّ، ستشعرُ وكأنّكَ تخوضُ في أحداثها معَهُ، ومن يدري، فقد تجدُ نُدَبَ الدّموعِ على الصّفحاتِ الأكثرِ حزناً لرواياتٍ كُثُرٍ.
_ آلو، هل أنتِ جاهزة؟
_ نعم، فلتسبِقني وانتظرني عندَ مُفتَرقِ الطُّرُق.
إنّنا الآنَ نُحضِّرُ أنفُسَنا لأُمسيةٍ رومانسيّةٍ تحتَ حبالِ المَطَر، متبوعةً بأُمسيةٍ مَرَضِيَّةٍ تُهمَلُ في سياقِ الحُبِّ.
ورُغمَ أنّي لا أحبُّ البيتزا، إلّا أنّني ممتنٌّ لها كثيراً، فدعوَتُكِ لتناولها تحتَ ضوءِ القمرِ خيرُ إثباتٍ على أنَّ الحُبَّ يُحطِّمُ كُلَّ القيود؛ كيف لا وقد حاولت أمّي عبثاً إطعامي إيّاها مراراً!!
بعدَ هذه المقدّمةِ أخلصُ لما يلي:
" لكلٍّ منّا فتى/فتاةُ أحلامهِ، صورةٌ معنويّةٌ رسَمها في عقلهِ الباطنِ، وهناكَ في أرضٍ بعيدةٍ يخوضُ معهُ كلَّ يومٍ مغامراتٍ كُثُراً، و ينقُشُ لهُ في ذاكرتهِ ألفَ ذكرى وذكرى، جميعُنا مغرمونَ بأحدهم، وأحدُهُم مُغرَمٌ بكلِّ واحدٍ منّا، فماذا لو خرجَ فارسُ أحلامكَ هذا من البُعدِ الآخرِ لتجدهُ أمامكَ في صورةٍ على مواقعِ التّواصلِ الاجتماعيِّ، أو ترتطمَ بهِ في طريقكَ إلى عملك؛ هل سيبقى الحُبُّ حينها متقوقعاً في قالَبِ الزّمن، أم أنّكَ ستمنحهُ فُرصةً للهروبِ ومعانَقَةِ ذاته؟ ".
في ذاكرتكَ أحداثٌ كثيرة، ومجرياتٌ مثيرة.
" الصَقها " على من حولكَ فلا بُدَّ أن تُناسبَ أحَدَهُم يوماً.
أحمد علي

التاريخ - 2022-02-28 9:34 AM المشاهدات 559

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا