يتدحرج على أرض وطنٍ تتبرأ منهُ.. بقلم سندس باسل العبود

سورية الحدث

أذكر جيداً كيف أن ذلك الصندوق الخشبي ظل يتدحرج حتى أسندته بقدمي،
دفعني فضولي إلى أن ألمسه،
فالنفس الإنسانية، 
في طبعها، تظنُ،
أن كلّ شيء غريب،
سيكون حتماً نزعة لطيفة،
_في حياتنا_
المليئة،
بالإعتياد المُمل،
نزلتُ و أنا أتفحص ماهيةَ هذا الصندوق،
و كيف أنه رغم شكله المُربع،
استطاع أن يتدحرج، على أرض وطنٍ تتبرأ منهُ،
جميع الأشكال! 
قادني الفضول إلى فتحه،
و كانَ هذا أعظم إفراط في الحزنِ بحياتي،
أنفجـ.ـر في وجهي،
كأنما يقولُ،
في هذا الوطن، 
إن رأيت نفسك،
تمشي بأمان،
تأكد أنك، دست على لغـ.ـمٍ،
حينها لا ينفع التراجع! 
لكن المفاجأة الأكبر، عندما رأيت،
العديد من الخيبات،
تتطاير على وجهي، 
دخلت خيبةُ حبيبي السابق في عيني،
و خيبةُ وفاة أمي في ظهري،
أما عن باقي الخيبات، ف بقيت علامات مميزة،
سجّلتها في الهوية،
لتشعرني بالتميّز و النزعة،
التي أعتدت عليها،
منذ ذلك الحين...

سندس العبود