شبكة سورية الحدث


كعادتي.. بقلم عهد نوفل

كعادتي.. بقلم عهد نوفل

سورية الحدث

كعادتي ! 
جالسٌ في وحدتي شارِدٌ في كُلِّ شيء 
و إذ بِشعوري يصرخُ عالياً : وجدتُها وجدتُها
سألتُ الشعور : من هيَ ؟ 
فقال : 
تلكَ التي إذ رآها البدرُ في الليلِ تمنى أنّ يكونَ مِنَ الأُنسِ لا القمرُ 

فقلتُ له مخاطباً اياها : 
رغم أنَّ عينايّ لم تلتقيكِ ولكن 
وجدكِ الشعورُ وأصبحَ بكِ مُولعُ 

من ثم قلت له : حدثني عنها أكثر 
فقال : 

وحيدةٌ .. 
بقصرٍ قديمٍ .. 
تجلسُ فوقَ عرشٍ مهجور 
بثوبٍ أبيضٍ مُعرقاً بالذَهبِ
تحمِلُ العودَ بينَ يديها 
وتعزفُ ألحاناً ذابلةً 
تُغني بِنظراتِ عيناها 
صمتاً يذوبُ له البوحُ الشجين 
و تجولُ في القصرِ تُداعِبُ 
الشمعُ الذائبُ فوقَ النُحاسِ
بِغُرفةٍ قد نامَ فيها قلبُها... 
تنزِل نحوَ الزهورِ 
في ساحةِ القصرِ وتجولُ بينهُم 
على مهلٍ و تُلامِسُ كُلٍّ مِنهُم على حِدى 
و يفرحُ الزهرُ بعد فراقٍ أليم 
أما في المساءِ تحزنُ 
وتصعدُ إلى كهفٍ بعيدٍ 
في جبالِ الخيالِ تختفي بِلحظة
وتعودُ في الصباحِ إلى القصرِ الحزين 
فَيفرحُ القصرُ بِقدومِها 
ويهدئُ صوتُ الأنين .

فقلت للشعور : يا ويل لي 
ولم أتلقى ردّاً من ذاكَ الشعور 
فصرختُ إليه : هل لي بمثلها ؟ 
فأجاب في صوتٍ بعيدٍ : وهل للمرء مِن منامهِ ما يرى ؟ 
أجبتهُ : 
لو كانَ لي مِنَ الخيالِ ما أراهُ
لكُنتُ أملِكُ مِني الآنَ كُلَّ شيءْ .

عهد نوفل

التاريخ - 2022-03-02 5:01 AM المشاهدات 399

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا