سورية الحدث
كعادتي !
جالسٌ في وحدتي شارِدٌ في كُلِّ شيء
و إذ بِشعوري يصرخُ عالياً : وجدتُها وجدتُها
سألتُ الشعور : من هيَ ؟
فقال :
تلكَ التي إذ رآها البدرُ في الليلِ تمنى أنّ يكونَ مِنَ الأُنسِ لا القمرُ
فقلتُ له مخاطباً اياها :
رغم أنَّ عينايّ لم تلتقيكِ ولكن
وجدكِ الشعورُ وأصبحَ بكِ مُولعُ
من ثم قلت له : حدثني عنها أكثر
فقال :
وحيدةٌ ..
بقصرٍ قديمٍ ..
تجلسُ فوقَ عرشٍ مهجور
بثوبٍ أبيضٍ مُعرقاً بالذَهبِ
تحمِلُ العودَ بينَ يديها
وتعزفُ ألحاناً ذابلةً
تُغني بِنظراتِ عيناها
صمتاً يذوبُ له البوحُ الشجين
و تجولُ في القصرِ تُداعِبُ
الشمعُ الذائبُ فوقَ النُحاسِ
بِغُرفةٍ قد نامَ فيها قلبُها...
تنزِل نحوَ الزهورِ
في ساحةِ القصرِ وتجولُ بينهُم
على مهلٍ و تُلامِسُ كُلٍّ مِنهُم على حِدى
و يفرحُ الزهرُ بعد فراقٍ أليم
أما في المساءِ تحزنُ
وتصعدُ إلى كهفٍ بعيدٍ
في جبالِ الخيالِ تختفي بِلحظة
وتعودُ في الصباحِ إلى القصرِ الحزين
فَيفرحُ القصرُ بِقدومِها
ويهدئُ صوتُ الأنين .
فقلت للشعور : يا ويل لي
ولم أتلقى ردّاً من ذاكَ الشعور
فصرختُ إليه : هل لي بمثلها ؟
فأجاب في صوتٍ بعيدٍ : وهل للمرء مِن منامهِ ما يرى ؟
أجبتهُ :
لو كانَ لي مِنَ الخيالِ ما أراهُ
لكُنتُ أملِكُ مِني الآنَ كُلَّ شيءْ .
عهد نوفل
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا