سورية الحدث
في اللّيلِ...
موطنٌ للعشاقِ...
ملاذٌ للمتعبين...
مسكُ راحلٍ و دمعةُ فراقٍ...
و شوقٌ أزليٌّ للرفاقِ و الغائبين...
في الدّجى عمقٌ سخيفٌ يُعيدنا إلى ما صلّينا لأجلهِ حينَ لم تحدّدْ بوصلتنا اتجاهَ القبلة و خُذلنا...
النجومُ هي لألئُ الدّموعِ الّتي سلبتنا النّهارَ بخنجرِ ولهٍ و طعنةِ خيبةٍ احتضناها بين الضلوع...
و بين الضلوعِ كتمانٌ كما في اللّيل سُمّارٌ بأسرارٍ....
ليلنا يا سيدتي يأتي بصمتٍ قد ينظّم أو يبلبل، ليس كليلٍ يغفو في مُقلتيكِ يزلزلُ و يبعثرُ كما تفعلُ الرّيحُ بالأوراق....
في عتمتنا لا روحَ تُفصحُ عما يجري بداخلها كعينيكِ، لا شفافية إلهية مُبجّلة تُشبهكِ...
أنا هنا أستدعيك لنخبِ دمعٍ و طور قمرٍ ممزوجٍ بحمرةِ وجنتيكِ أنتشي بهما، و السّكير على أعتابِ اللّيلِ يقتلُ من تعنيفِ الذّكريّات....
أجلبُ روحكِ من بين الصّور، أحملقُ بتفاصيلِ وجهكِ حتّى تصفعني الذّكرى و تصرخ ملامحكِ حرّرني..
أخوضُ حرباً مع طيفكِ تجعلني أشكّ في حقيقةِ العالمِ، فيؤنبني الهوى ليتكَ أعطيتها من الحبِّ أطناناً تكفيها لتبقى...
أقرُّ لكِ بهشاشتي بتَعلقي بالظلامِ الّذي يجمعني بكِ بصورةِ قمرِ إطارها فرَّ هارباً كيلا أكبّلُ من اللّيلِ ليلاً...
أتعقبُ لمساتكِ الّتي لزمتْ أماكنكِ المُفضّلة، علّ لمساتكِ بقيت على وجهي كما خُطَّت في قصائدٍ ترثيكِ..
علّمني السّهر تحت تخديرِ فتنة أثركِ الخالد أن أتعاطى وهمَ وجودكِ إلى أن إقتاتني الغسقُ بهواجسي..
أخبركِ بأنّي خشيتُ المساءَ كما خشيت حبّكِ...
فقد أخبرني مراراً بأنّ الموتى هم أحياءٌ داخل جوفنا حتّى الفناء..
فليتني دفنتكِ فيّ كيلا يحتضنكِ التراب.
|غزل حاتم|
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا