سورية الحدث
أريدُ أنْ أصنعَ لي قريةً صغيرةً
سُكانها سريّاليون
سكانٌ أنا أنتقيهم... جيرانٌ لطفاء
سآخذُ سَلّتي في الصّباح لأنتقي نصاً لجارتي الألطف "نتالي دليلة"... ربما سيكونُ إقتباساً من رائعتها "ميرينا لا ترى الضوء".. سأضعُ في السّلةِ رسالتي اليومية تحتَ عنوان "خليكي هيك بنت قوية و شي شخصية" لشمسِ القريةِ "شدن خريط".. سأصادفُ على المقعدِ شاباً يوزعُ حفناتٍ من السّعادةِ.. شابٌ ذو ابتسامةٍ تأثرُ القلبَ.. يدعُ إبنتهُ رفال تسلّمُ سكان القريةِ القليل َ من الأملِ في كلِّ صباحٍ... الجار الالطف "علي ديب".
ستكون" ضي رحمة" قد أعدتْ لي باقةَ وردٍ كُتبَ على بتلاتِها ما أنعشَ الحبَّ في قلبي مجدداً..
لن أستطيعَ أن لا أمرَ على مرسمهِ.. لن أتخطىٰ البوابةَ دونَ أن تسترق عيناي بعضَ النّظرات للوحاته.. لتلك الخطوطِ الذّهبية
أحضرُ القهوةَ له أعلمُ أنّه يُحبها..
أتلّقىٰ اللّافتة على بابٍ خشبيٍ مرسمُ الفنان "أسامة غصن"
أدخلُ و أتوهُ في هذه اللوحاتِ.. و أسرقُ جرعةَ طاقةٍ من قواهِ و أرحل.
لا يحلُّ اليأسُ في القرية.. فأحدُ قاطينها يدعىٰ مطر.. و كما أدعوه مطرُ الخيرِ.. لطالما يسقي كلَّ من حوله بالأملِ... ينادي على كل الفتياتِ المحبطاتِ ليوقظنَّ "روز" في روايته دايدوفوبيا لنعود اقوىٰ و نكمل.. لا أنسىٰ روز خاصتي حينما أحيُّيتها..
منذ يومها أدعو ل "مطر زهران" بأن يحاطَ بالخيرِ كما يفعل هو.
في العودةِ سأمرُّ بوريثِ أفلاطونَ و سقراط لأنالَ جرعةً نثريةً قويةً في أغلبِ الأحيانِ لا أفهمها.. لكن أسُّرُ في كلِّ مرةٍ أقرأُ نصاً للأغريقي العريق "مارسيل محمود".
في اللّيلِ ستهديني "مايا هركل" بعضاً من عظمةِ سطورها.. و سأفخرُ بهذه الفتاة و مدىٰ براعتها يوماً بعد يوم.
بجانب ِمنزلي يقطنُ أحدُّ أفضلِ الكُتاب و من لا يظهرون للعلن.. أحدٌ يملأ لي مِحبرتي بالكثير من الحبرِ الرائع.. إنه "إلياس إبراهيم " من يرى ما جمعتُ في نهايةِ يومي من ذخيرةٍ أدبيةٍ و يرتبُ لي كلَّ ما تهت به.
في منتصف الليل سأرى" دعاء سويلم " تتناولُ قلماً مغمساً بتعبِ يومها.. فأستعدُ لنصٍّ أرسلُ متوّجٍ بالعظمة.
سيكون في منزلي العديدُ من اللوحاتِ لرسامةِ" سالي مكارم "
و الكثير من الكتب.. و موسيقى لا نهاية لها...
سكانُ القرية الباقون أصحابُ الذّوقِ الموسيقي المتفرد أناسٌ ذوو أرواحٍ نقية.. يعكرهم الجو فيسكبونَ مقطوعةً في كأسِ نبيذٍ و يعيدون صفوَ مزاجهم.
سأعود بعد تعب جميل في كلِّ يوم و أقول عمتم مساءاً يا أحفاد نزار و محمود و الأخطل...دافنشي و بيكاسوو فان كوخ.. بيتهوفن و موزارت فيروز و أم كلثوم... ألقاكم في يومٍ جديد و أحبكم أكثر.
سوزانا درميني
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا