سورية الحدث
حُلماً أم كابوساً؟
إنَّهُ مُنتصَفُ الَّليلِ، سكونٌ وهدوءٌ تام،
اغتنَمتُ فُرصَتِي، وتناولتُ دفترِي وقلمِي،
لا أعلمُ ما الذي سيَخطُرُ في ذُهنِي، لكن ما أعلَمُهُ هو أنَّهُ في مثلِ هذه الأجواء يُبرمَجُ عقلِي على التّخيُّل، وتُنبُتُ الأفكار في رأسِي من تِلقاء ذاتِها.
ثمّ أغلَقتُ عينَايَ، وبدأتُ في تَخيُّلِ قصَّةٍ لِأُدَوِّنُها،
لكنَّنِي في هذه المرَّة لم أرَ نفسي في أيِّ مكانٍ آخر، والأصحُّ أن أقولَ بأنّني لم أتمكّنُ من رؤية سوى الظَّلام،
حاولتُ كثيراً لكن دونَ جدوى.
استغنيتُ عن فكرةِ التَّخيُّل، ولجأتُ إلى أن أتذَكَّرَ موقفٍ قد حدثَ معِي، ليكونَ مضمونٍ لنصٍّ جديدٍ أكتبُهُ.
لكنَّني لم أتمكَّنَ من ذلكَ أيضاً، وكأنَّ كُلّ الذِّكريات قد هربَتْ من رأسِي.
استسلمتُ للأمرِ الواقعِ، وقررتُ بألَّا أكتبَ شيءٍ اليوم، ثمَّ بدأتُ بفتحِ عينيَّ، عجباً أنا لا أستطيع.
أحاوِلُ مرّةً ثانية، ثالثة، ورابعة، لكنَّني أفشَلُ،
الهلعُ سيطرَ عليَّ، وبدأتُ أرتجِفُ خوفاً.
أتساءلُ ما الذي يحصلُ لي؟،
سأنهَضُ لإيقاظِ أحدٍ أستَنجُدَ بهِ.
يا إلهي أنا لا أتمَكَْن مِن تحريكِ جَسدي.
رأسِي، يدايَ، قدمَيَّ؛ كلُْ شيءٍ بيَّ مُقيَّد،
أشعُرُ بصعوبةٍ في التَّنَفُّسِ،
هاقد بدأَ نبضِي يتناقَصُ شيئاً فشيئاً،
لم يبقَ بيدِي حيلةٌ سِوى أن أصرُخَ،
لكنَّني أصرُخُ منذُ البداية، أينَ هو صوتِي إذاً؟، أين هو؟!...
فقدتُّ القدرةَ على كُلِّ شيءٍ،
حتّى صوتِي باتَ ضِمنَ مَفقوداتِي،
أصبحتُ عاجزةً عن فعلِ ما أُريدُ؛
حتّى حصلَ ما لم أكُن أتوَقَّعَهُ،....
صوتٌ يقتَرِبُ مِنِّي، فأنا لازِلتُ أسمع،
نعم أسمع!!،
أسمَعُ نداءً لاسمِي؛
اقتَرَبَ الصَّوتُ أكثر، وفي ذاتِ الَّلحظة عَمَّ الصَّمتِ،
ثُمَّ شعَرتُ بتَوَهُّجٍ كادَ أن يؤذِي عينايَ وهي مُغلَقَةٌ،
شَعَرتُ بألمٍ في رأسِي من شِدَةِ هذا الضَّوءِ، جَعَلَنِي أُغلِقُ عينيَّ بشدَّةٍ أكبر.
وماذا بَعد؟؟...
ها أنا ذا أرى مُجدَّداً،
أرَى نفسِي مُرتَديَةً ثوباً أبيضاً واسِعاً،والمُدهِشُ أنَّني أَملُكُ جناحَين.
حاوَلتُ تحريكُهُمَا ،وَنَجحتُ في هذا،؛
لم أُصدِّق ما فعلتُ،
عاوَدّتُ فِعلَ الأمرُ، ثُمَّ تحرَّكتُ بقوَّةٍ،
وبدأتُ بالتَّحليقِ صعوداً، لا أعلَمُ إلى أينَ ذاهِبة.
بدأ الظّلامُ ينجَلي عن ناظِرَيَّ شيئاً فشيئاً، وكُلَّما ارتفَعتُ أكثر، أدنُوَ من الضَّوءِ.
لازِلتُ أُحَلِّقُ، وضرباتَ قلبِي تزدادُ كُلَّما ارتفَعتُ؛
لقد دخلتُ ضِمنَ توهُّجٍ قويٍّ، واصطدَمتُ بشيءٍ صَلبٍ، جعلَ جَسدي يتحَطَّمُ و يتناثرُ كقطعٍ صغيرةٍ بيضاءَ، وكُلِّ قِطعةٍ حَمَلَت رمزاً لِأُمنِيةٍ لِي.
لم يبقَ منِّي سوى طيفيَ الحائمِ وِسطَ تلكَ القِطع، وبدأ الضَّوء يتلاشى رويداً رويداً، وكُلَّما تلاشى أكثر، انكمشَ معَهُ طيفيَ أكثر،
حتّى عمَّ الظَّلامُ مَرَّةً أُخرى، وطيفي قد تحوَّلَ إلى شُعاعٍ لامعٍ استقرَّ وَسطَ قِطَعي المنثورة في مُحيطِ هذهِ البُقعة من الظَّلامِ.
وفجأةً ،! فَتحتُ عينيَّ ،لِأجِدَ نفسي في غُرفَتي، جالِسةً قُربَ النَّافِذة، وأنظُرُ بِتمعُّنٍ إلى نجومِ السَّماءِ، وذاكَ الشَّهابُ الذي لتَوِّهِ ظَهرَ بينَهُم، ولازُلتُ أمسُكُ بدفتَري وقلَمي.
أتساءَلُ، أكانَ ذلِكَ حُلماً أم كابوساً؟؟؟.
_______________________________________
#شذا شوكت حسن✨
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا