سورية الحدث
أحمل بقايا نفسي وأجول بها
رغم أنني أمقت هذه المدينة بشكل لا يوصف
لكن هدوء الليل يلطف كرهي قليلاً.
لطالما اعتدت أن أراقب السماء من بين أعمدة البناء العالية
كنت أحدّق وأحصي النجوم طوال الوقت .
لم أعلم ما الذي دفعني لأن أخفض رأسي نحو زقاق مظلم
بل حتى أنّني لا أعلم ما الذي حثني لأدخله!
خرابةٌ إنّ جمّلت وصفي قليلاً لما رأيته،
أكياسٌ وفوارغُ طعام هنا وهناك وثمّة ضوء صغير باهت يخبو ويعلو باضطراب.
أشعلت ضوءاً واقتربت، شابٌ قد تكوّر على نفسه ،يرتعش جسده وفي عينيه بريق دهشة مرعب.
أشحت بضوئي نحو وجهه ،وكاد قلبي أن يتوقف
" إنّه أنا! "
ابتسم واختفى، وارتميت أرضاً ثمّ تكورت حول نفسي خائفاً وإذ بضوءٍ يلوح من بداية الزقاق ويقترب نحوي.
حاولت أن أخفي ضوئي قدر ما استطيع، كي لا يلاحظ وجودي، لكنّه اقترب اكثر فاكثر.
كاد قلبي يتوقف من شدة الخوف حتى لمحت تفاصيل وجهه فابتسمت... "إنّه أنا مجدداً"
حينها اكتشفت أنني قد حبست في هذا الزقاق المشؤوم ولن أغادر المدينة التي أكره أبداً
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا