سورية الحدث
محمد الحلبي - رولا نويساتي
حقيقة لم تكن زيارتنا لمدارس #جرمانا بقصد رصد واقعها الخدمي، بل للاطلاع على سير العملية التدريسية والتربوية فيها، لكن ما إن وقفنا على باب أول مدرسة فيها - مدرسة_نزيه_منذر للتعليم الأساسي - حتى وجدنا أنفسنا نقف أمام مكب للنفايات على باب المدرسة، حاولنا أن نغض الطرف عن هذا المشهد المقزز لكن القادم كان أفظع من ذلك بكثير..
واقع خدمي مأساوي
رغم علم مديرة مدرسة نزيه منذر بزيارتنا إلا أنها لم تكن موجودة وقد اعتذرت بأنها تمر بوعكة صحية، فاستقبلنا الكادر الإداري الذي حاول نقل صورة جيدة عن مدرستهم، لكن كما يقول المثل "المي بتكذب الغطاس" والإناء ينضح بما فيه.. ليبدأ الحديث عن سوء الواقع الخدمي ومعاناتهم مع شح المياه التي تصل إلى المدرسة إن لم نقل عدمها.. لكن ذلك طبعاً لا يبرر اتساخ المرافق العامة التي تجلت بصورة مزرية جداً، ولا يبرر إرسال سلات المهملات مع التلاميذ لإفراغها خلال الحصص الدرسية كما هو واضح بالصور..
كما أشار الإداريون في المدرسة إلى ضرورة إزالة الشعب الصفية مسبقة الصنع المهجورة من وسط الباحة، والتي كانت الوزارة قد أنشأتها لاستيعاب أطفال المهجرين من الأماكن الساخنة، لكن بعد عودة الأمان إلى ربوع الوطن وعودة الكثير من النازحين إلى بيوتهم أصبحت هذه الشعب مصدر خطر على حياة التلاميذ.. حتى أن الأثاث المدرسي بحد ذاته بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل، حيث ذكرت لنا إحدى معلمات الصف الأول أن باب الصف وقع سابقاً على أحد تلاميذها وكان سيؤدي إلى أذيته..
وقد برر الإداريون في المدرسة المذكورة أنهم رفعوا عدة كتب إلى مديرية الأبنية المدرسية إلا أنهم لم يتلقوا جواباً منهم..
في مدرسة فايز_سعيد_محمود كان الوضع أفضل من سابقه بعض الشيء، وطالبت مديرة المدرسة بإزالة حاويات القمامة من أمام باب المدرسة، وتحدثت عن نقص الكادر التدريسي ونقل المتميزين منهم في مدرستها إلى ثانويات الأوائل والتعويض عن طريق المكلفين الذين قلما ما يكونون على قدر المسؤولية، ونوهت ناديا راضي مديرة مدرسة فايز محمود إلى ضرورة فصل طلاب المرحلة الإعدادية عن طلاب المرحلة الثانوية، ووضع طلاب كل مرحلة بدوام خاص بهم طالما أن مدرستها عبارة عن دوامين صباحي ومسائي، مع تأمين الإضاءة اللازمة لطلاب الدوام المسائي حيث يضطر المدرسون إلى إعطاء دروسهم على ضوء الموبايلات!...
مشاكل عامة
ما ذكر سابقاً قد ينسحب على أغلب مدارس جرمانا طالما كان هذا هو الوضع مع علم الكوادر الإدارية لهذه المدارس بقدومنا لزيارتهم بعد حصولنا على الموافقات اللازمة، فكيف الحال لو كانت الزيارة مفاجئة؟!..
بكل الأحوال طالب القائمون على هاتين المدرستين بتأمين الحراسة اللازمة لممتلكات مدارسهم التي تعرضت للسرقة مراراً كمضخات المياه وعداداتها، وسرقة البوفيه، وآخرها كبل نحاسي من مدرسة فايز محمود، كما طالبوا بزيادة عدد المستخدمين في المدارس، فمن غير المعقول أن يكون هناك مستخدم واحد ل١٨٥٠ طالب بالإضافة لما يزيد٧ عن ٣٠ موظفاً بين مدرس وإداري..
ومسألة أخرى شديدة الأهمية هي إبعاد الأهالي عن أبواب المدارس حيث كثيراً ما يتدخل الأهالي بمشاكل الطلاب وعدم مقدرة الكادر الإداري للمدارس بالتدخل كون لا حماية لهم..
أما مسألة الخدمات من صرف صحي وتأمين المياه فمن غير المعقول أيضاً أن تحضر المعلمات عبوات مياه من منازلهن لتغسيل أيدي الأطفال كما أفادت لنا إحدى المعلمات في المرحلة الابتدائية..
ختاماً
الواقع المأساوي لمدارس جرمانا نقلناه للمعنيين بكل أمانة على طبق الورد، لتدارك ما يمكن تداركه.. ونأمل في زيارتنا القادمة أن تنعكس الصورة التي رأيناها بشكل كلي، وفي نهاية المطاف كلنا شركاء في بناء هذا الوطن كل من موقعه..
ملاحظة: تمنعنا عن نشر بعض صور حمامات الطلاب لأنها مقززة بشكل لا يوصف..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا