سورية الحدث
أنتِ !
من أنتِ ؟
بينَ الكلِّ واللّاشيءِ تمكثينَ
بكلِّ تفاصيلكِ وبكلِّ ما أُتيتي من جرأةٍ ..!!
هل أشبعتِ غروركِ بنهشِ كبريائي ؟
أم أصبحتِ تقتاتينَ على فتاتِ لحظيَ المبعثرَ في كلّّ مكانٍ ؟
عبثاً يهربُ منكِ
اعذريه فهو جاهلٌ بأحكامِ الجمالِ
ولا يعلمُ أنّ لا هروبَ من الشّيءِ إلّا إليهِ .!
.
.
غارقٌ في بحرِ التّناقضاتِ
أشحذُ من السّاعاتِ بعضَ الثواني
لعلّها تسدُّ جوعَ هذا الوقتِ الضّائعِ في فهمكِ .!
ففي خضمِّ هذا الضّياعِ
تتسلّلُ ضحكاتُكِ في أزقّةِ قلبي
تمشي برشاقةٍ على رؤوس أصابعها
يا لسذاجتها !
فهي لا تعلمُ بأنّي على وقتِ وصولها ضبطتُ فرحتي!
.
.
اغتصبتُ كلَّ مسافةٍ بيننا
آملاً أن تنجبَ إحداها لقاءً لي معكِ
فيصفعني القدرُ كعادتهِ
ويحكَ .!
أتريدُ حقاً إنجابَ لقاءٍ من عاقرٍ ؟!
فلا أنتِ بذاكَ القربِ منّي
إذ بيننا مدينةٌ وآلافُ الأحلامِ .
وقصيدةٌ منسيّةٌ كتبتُها بالطّبشورِ على جدرانِ حيّكِ
ولا أنتِ أيضاً ببعيدةٍ عنّي
فصوتكُ ما زالَ عالقاً في رأسي منذُ آخرِ لقاءٍ
كلعنةٍ مستحبّةٍ
نقشَتْها شفاهكِ بخفّةٍ على أطرافِ مسمعي
.
.
فرغمَ هذا وذاك
وبينَ الصّوتِ و الجمالِ
أقفُ وحيداً أصارعُ نفسي ،
أحملُ ما تبقى - عاقلاً - من جنونِ حيرتي
ف ( كُلّكِ ) ناقصٌ بالنّسبةِ لي ،
و ( لا شيئُكِ ) كثيرٌ جداً عليّ .!
رميتِني خلفَ قضبانِ الشّكِّ أسيراً
أترجّى من ذيولِ ثغركِ شرحاً
ولو كانَ غامضاً
علّهُ يكونُ - يوماً ما - مفتاحَ زنزانتي
.
.
عزَّ اللّقاءُ فنحرتُ حنيني
ودفنتُ آخرَ أشواقي مشيّعاً نفسي
لذلك هَلُمّي
ولملمي أجزائكِ واجتمعي عندَ بابِ قلبي
اهطُلي مطراً وأنبتي نفسكِ في أوردتي
حطمّي غروركِ ولو لبرهةٍ ،
وتكلّمي !
فقدْ أحرقتُ لأجلكِ أقلامي و أوراقي وحتّى ذاكرتي .!
30/3/2022
#Ahmad_Ali ..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا