شبكة سورية الحدث


شحادة رسمية..

شحادة رسمية..

سورية الحدث _ مرشد ملوك 

⁨تموج فينا الحياة والظروف إلى أقصى اليمين "وتشلفنا" تارة أخرى إلى أقصى اليسار.. في سعي يومي لتلبية حاجات أساسية لاستمرارنا وعيش أسرنا.

عباراتنا وأحاديثنا اللحظية.. وين صار معتمدك من الخبز "استبعدوك من الدعم" - .. أسعار الحبوب طالعة أونازلة شوي،.. "أوف أسعار الخضراوات جانة"..

 صحيح وصل سعر زيت ليتر الأونا إلى 15 ألف ليرة، مو معقول أسعار الدواء وكأنك في سوق هال وكل صيدلية عم تسعر على هواها.

والله تجار الحرب أرحم من الأطباء.. وياسيدي بدك رحمة الله لتشوف سرفيس، وبيجوز باصات النقل الداخلي أرحم من غيرها وحلت نص المشكلة رغم الزحمة.

وعن البنزين والمازوت والغاز والكهرباء.. وبالتقنين صار عنا جدول ضرب ببراءة اختراع سورية، وكمان موناقصنا كمان غير يحكي الواحد "تلات" مكالمات ليكمل المكاملة الواحدة، وعداد الثواني على حسابنا شغال، يعني شي بيشبه مشروب "الكابتشينو" تلاتة بواحد.

ماسبق أيها الإخوة هو جزء أساسي من يومياتنا ويوميات الحكومة.. وهي إسعافات أولية ضرورية وأبر بنج أحياناً حتى لايموت المريض، تختص فيها وزارات تعمل بوجه المدفع - كما يقولون- أولها وزارة التجارة الداخلية والاقتصاد والتجارة الخارجية والداخلية والنفط والنقل والكهرباء والصحة والإدارة المحلية والتعليم العالي والتربية والعدل .. وهذه وزارة الحاجات اليومية- رغم اختلاف الحاجة- في مجتمع الحرب.

مقابل ذلك لدينا وزارات يبتعد عملها نسبياً عن حاجاتنا المباشرة اليومية وجهودها تنضوي تحت مايسمى "المتوسط والاستراتيجي" كا .. وزارات التنمية الإدارية والسياحة والمالية والصناعة والزراعة والأشغال العامة والإسكان والإعلام والثقافة والموارد المائية وهيئة التخطيط والتعاون الدولي.

وكذلك الأمر هناك وزارات لايعلم إلا الله ماذا تفعل وكيف تقضي يومياتها...

البديهي والضروري والأساسي .. والهواء اليومي لنا هو عمل وجهود وزارات "الحاجة اليومية" وما أصعبها وأشقاها هذه الأيام .. لكن إن بقي عقلنا المطلق هنا سنتحول إلى "شحادين رسمي" وللحقيقة فإن ضجيج الحاجة اليومية أعمى قلوبنا عن "المتوسط والاستراتيجي".

هنا تبدأ معادلة التأثر والتأثير في الحتمية بين "الحاجات" و"الاسترتيجيا" إذ لايمكن فتح ثغرات وتحقيق قفزات نمو تنعكس على الحاجات إلا بالفعل المتوسط والاستراتيجي.

يعني أيها الإخوة وفي صيغة مبالغة للتدليل على جوهر الفكرة يبدو ومن المؤكد أن عمل هيئة التخطيط والتعاون الدولي - وهي التي توصف بعقل الدولة- والبعيدة كل البعد عن نظرنا واهتمامنا كمواطنين هو أهم من عمل وزارة التجارة وينطبق الأمر على وزارات المد المتوسط والاسترتيجي التي تحدثنا عنها فيما سبق.

 وهي التي تجد صعوبة هائلة في إيصال ماتقوم به إلينا، ولاتستطيع تطبيق مقولة "تكلم حتى أراك". لأن من يحمل جرة الغاز الفارغة أو الممتلئة على كتفيه، لايمكنه أن يتوقف لأحد ليقول له إننا أنجزنا دراسة الجدوى الاقتصادية لمدينة المعارض في منطقة الدوير على سبيل المثال، على الأهمية الكبرى لهذا المشروع عمرانياً واقتصادياً واجتماعياً. 

لكن .. مقابل ذلك وفي العمق فإن عمل هيئة تخطيط الدولة ووزارات الشأن المتوسط والاسترتيجي هو من سيخرجنا من دوامة الحاجة واليوميات إلى النمو المنشود من خلال العمل المتوسط والبعيد الذي يعتبر أساس وجود الدولة.  

أضف إلى ذلك فإن الخطورة تبدو في السؤال اليومي الذي نتعرض له.. إلى أين نحن سائرون!؟ هل هناك بريق أمل!؟.. الخ من الأسئلة اليومية الكبيرة والصغيرة هنا تعود مقولة "تكلم حتى أراك" كضرورة بعدما تصل جرة الغاز إلى المطبخ، ويبدأ العقل مساحاته الأخرى بالتساؤلات السابقة. ويبدو الفعل "المتوسط والاستراتيجي" هنا حالة أمان لاتقل أهمية عن توطين الخبز أو جرة الغاز .. لكن العبرة فيمن يقول ومتى وكيف يقول؟.

التاريخ - 2022-04-15 9:57 AM المشاهدات 540

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا