شبكة سورية الحدث


صدقني رُغمَ ما قيلَ فيّ و عَني.. بقلم المبدعة غزل حاتم

صدقني رُغمَ ما قيلَ فيّ و عَني.. بقلم المبدعة غزل حاتم

سورية الحدث

صدقني رُغمَ ما قيلَ فيّ و عَني، رُغمَ الكلماتِ الجارحة و الكلماتِ الّتي ترفعني لألامسَ السّماء، لم أنتظرْ سوى حروفكَ، و لم تستوطنْ فؤادي جملةً سِوى آخر ما نَطقتَ بهِ.
رغمَ تَشبُّثي بحقيقةِ وجودكَ الدّائمِ إلى جوارِ قلبي و سيركَ في الشّرايينِ و العروق، كنتُ أنصتُ لقولِهم حروفَ اسمكَ المُبجّلِ و عندما تَليها الرّحمة كنتُ أصاب بالجنونِ و الهستيريا كوالدةٍ فقدتْ وحيدها، ففي المرةِ الأخيرة قمتُ بفتحِ شريان يدي اليُمنى لأريهم وجودكَ، فكانَ عقابي أن أسجنَ في زنزانةِ أفكاري بلا قوتِ لمساتكَ على أشيائي المُفضلة أو رائحةِ شذاكَ على الملابسِ، أتدري أن آخرَ ما سَلبوني إيّاه كانَ قدرتي على البكاء و لكنّي أبكيكَ في جوفي و هذا أسوأ.
اليوم بعد عددٍ من السّنينِ الطويلةِ أعود لذكرياتنا كما لو حدثتْ البارحة...أضعُ رأسي على كتفِ طيفكَ لأسترجعَ الذّكرى الوحيدة الّتي تحمل دُموعي و نَحيبي معها: أنتَ عندَ عتبةِ الباب و أنا أهرع لحضنكَ بعد يومٍ طويلٍ لتَرفعني مع أحلامي بأقصى ما تستطيع، بقيتُ مُعلّقةً هكذا لعامين و منذ خمسةِ أعوامٍ إلى اليوم أحملقُ في البابِِ لساعاتٍ علّكَ تأتي، إلى اليوم أعانقُ حفنةَ التّرابِ عند قبركَ بعد سقوطي من علوٍّ شاهقٍ لأولدَ من كنفِ حبٍّ أثيرٍ و أحيا على هامشِ الذّكرى.
|غزل حاتم|

التاريخ - 2022-04-27 2:53 PM المشاهدات 361

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا