سورية الحدث - محمد الحلبي
رغم الاجراءات الحكومية المتتالية لتوفير مادة الغاز وغيرها من المواد المدعومة كاختراع البطاقة الذكية واستبعاد شرائح واسعة من الدعم، ونخص بالذكر أولئك الذين يعيشون خارج البلاد، إلى إطالة عمر استلام رسائل ال sms أطال الله أعماركم، إلا أن كل ذلك لم يجدٖ نفعاً.. ووحدها شماعة الحصار الاقتصادي وسمفونية العقوبات هما الورقة التي يرمي بها المعنيون في وجه منتقديهم عندما تتقطع بهم السبل عن تأمين احتياجات السوق المحلية من هذه المواد..
مكانك راوح
منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لم يتحرك دور الغاز عند الكثير من الناس، ونحن منهم، بل ما يزيد الطين بلة هو ابتعاد الدور أحياناً بسبب بحث الناس بين موزعي الغاز عن موزعٕ مدعوم - حسب اعتقادهم - يتحرك عنده الدور أكثر من غيره، ورغم خروج شرائح كثيرة من مكرمة الدعم الحكومي كما أسلفنا في بداية المقال إلا أن مدة استلام جرة الغاز المنزلي تطول وتتمدد أكثر وأكثر بين كل استلام وآخر، فهل يعقل أن حصة الأسرة الواحدة هي 4 جرات غاز في العام كله؟!. (ناهيكم طبعاً عن عدالة التوزيع).. هذا يعني أن عدد جرات الغاز المنزلي المطلوبة هي 16 مليون جرة غاز في العام كله، على اعتبار أن عدد البطاقات الذكية الأسرية هي 4 مليون بطاقة.. فهل ستعجز الحكومة عن تأمين هذا الرقم الذي يعتبر متناهياً في الصغر إن لم نقل أنه رقماً تافهاً بالنسبة لحكومة تقود بلاد بأسرها..
السوق السوداء
الغريب في الموضوع.. أنه في حين حصة الأسرة 4 جرات غاز في العام، تجد أن السوق السوداء لا تجف ولا تنضب من أي سلعة تريدها.. وقد وصل سعر جرة الغاز المنزلي في هذه السوق إلى أكثر من 150 ألف ليرة، وتستطيع الحصول عليها بأي وقتٕ تشاء، وبأي كمية تريدها.. فكيف تعج وتغرق السوق السوداء بالمواد المدعومة؟ وكيف تصل إليها كل تلك الكميات؟
الأجوبة عند أصحاب السعادة..
هذا وقد كشف وزير النفط والثروة المعدنية المهندس بسام طعمة على هامش فعاليات معرض سورية الدولي الثالث للبترول والغاز والطاقة “سيربترو” ٢٠٢٢ أن الكميات المورّدة من الغاز هي ٨٥٠٠ طن فيما كانت الكمية هي الضعف، وهذه الكمية هي ماكنا نستورده شهرياً ولذلك هناك أزمة أكبر.
وأضاف وزير النفط أن هنالك نقص في توريدات الغاز خلال الشهر الحالي حيث وصل أقل من 10 آلاف طن حتى اليوم، والحاجة الشهرية بحدود 27 ألف طن وسبب ذلك هو العقوبات والحصار الاقتصادي..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا