سورية الحدث - محمد الحلبي
بداية أنا من الشعب، وانتابتني حالة من اليأس والغضب عقب سماع خبر زيادة أسعار البنزين بشقيه الحر والمدعوم، وبنسبة لا يمكن لعاقل أن يتخيلها..
وأنا إن أكتب هذه المادة فأنا أكتبها من وجهة نظري الشخصية المستندة على معطيات الواقع، فلك أن تتفق معي عزيزي القارىء ولك أن تختلف فهذا الموضوع لم يعد يفسد للود قضية..
أما لماذا رفعت الحكومة أسعار البنزين؟ فلا أعتقد أنه تم رفع سعر البنزين بهذه النسبة الكبيرة والتي وصلت إلى ١٢٨٪ تقريباً ضربة واحدة عن عبث، فالحكومة لا تعترف بالادعاءات والأقاويل، بل لديها بيانات ثابتة.. وهي مهّدت لهذا الارتفاع، والبداية كانت من تخفيض مخصصات البنزين المدعوم إلى تعبئة واحدة كل ١٠ أيام نظرياً، وبالواقع كانت رسائل البنزين تصل كل ١٥ يوماً، إذاً التزود بالبنزين المدعوم أصبح مرتين في الشهر، مقابل أنها فتحت لأصحاب السيارات التزود بالبنزين الحر مرة كل أسبوع، وكان سعر ال ٢٠ ليتراً منه (التنكة) ٧٠ ألف ليرة..
وسواءاً كنت عزيزي المواطن تقوم بتعبئة البنزين الحر، أو تقوم ببيعه، أو حتى إن كنت تقدمه هدية لأحدٍ ما فإن المؤشرات عند الحكومة تدل على أنك أخذت حقك من البنزين الحر وباالسعر الحر، أي أنه باستطاعتك دفع ال٧٠ ألفاً ثمن ال ٢٠ ليتراً، وطالما أنك تستهلك مخصصاتك المدعومة وفوقها حصتك من البنزين الحر، فأنت قادر على تسديد ثمن البنزين المدعوم بسعر يوازي السعر الحر..
ولا أستبعد أن يتم رفع الدعم عن البنزين المدعوم نهائياً في المرحلة القادمة.. إذ لم يعد هناك فارق كبير بين سعر البنزين الحر والمدعوم كما أسلفت..
لكن ما فات على الحكومة أنها لا تنظر إلى البعيد، وأنها ظلمت بقرارها من لا يتعامل بالبنزين، ونسيت أو تناست أن هذا القرار سيتبعه موجة غلاء لجميع السلع دون استثناء، وحتى إن كان هناك زيادة في الرواتب لتعويض أصحاب الدخل المعدوم، فهي لن تكون بنفس نسبة الغلاء الذي سيكتسح الأسواق...
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا