سورية الحدث
متابعة: علاء مسعود
أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب جدلاً كبيراً بعد إعلانه عن اقتحام مقر إقامته في منتجع "مار إيه لاغو" بفلوريدا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI"، ووصف الأمر بأنه "سوء تصرف للادعاء العام".
وتأتي هذه المداهمة من ضمن التحقيقات التي يقوم بها القضاء الأميركي بشأن استحواذ الرئيس الأمريكي السابق على وثائق "سرية للغاية"، ولكن ترامب وصفها "بغير الضرورية" لأنه كان متعاوناً مع التحقيقات حسب قوله.
كما جاءت المداهمة بعد أيام قليلة من إلقاء خطابه في العاصمة واشنطن أعلن فيه عدم قبوله بخسارة الانتخابات ويعد هذا الظهور هو الأول منذ أحداث مجلس النواب.
ولم يصرح ترمب عن سبب مداهمة منزله، الأمر الذي أدى إلى زيادة الضغوط القضائية التي يتعرض لها، ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" أي تأكيد حول حصول عملية الاقتحام أو الهدف منها.
كما نشر ترمب بيان على منصة التواصل الاجتماعي "تورث"، قال فيها: "إنها أوقات عصيبة تمر فيها أمتنا، حيث يخضع منزلي الجميل في مار إيه لاغو، في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حالياً للحصار، والمداهمة والاحتلال من قبل مجموعة كبيرة من رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي".
وأشار ترمب إلى ما حصل في بيانه ب "أنه سوء سلوك من جانب الادعاء العام، واستخدام لنظام العدالة سلاحاً، وهجوم يشنه الديمقراطيون من اليسار المتطرف الذين يحاولون بشكل يائس أن لا أترشح للرئاسة في عام 2024"، مشيراً إلى "أنهم حتى اقتحموا خزنتي".
كما أظهرت صور جوية لمنتجع "مار إيه لاغو" عن وجود سيارات شرطة أمام مقر الرئيس السابق للولايات المتحدة، وأعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن ترامب لم يكن موجوداً خلال المداهمة، فيما أظهرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، تجمعاً كبيراً لأنصار الرئيس السابق الذين أبدوا تضامنهم معه أمام سيارات الشرطة حول المقر.
وكشف نجل ترمب، إريك، بأن ما حصل جاء في إطار تحقيق حول نقل ترامب سجلات رئاسية رسمية من البيت الأبيض إلى منتجعه في فلوريدا.
كما صرح إريك ترمب لشبكة فوكس نيوز: "إن التفتيش يتعلق بصناديق وثائق أحضرها والده معه من البيت الأبيض، وإن الرئيس السابق يتعاون مع السجلات الوطنية في هذا الشأن منذ شهور.
وبحسب مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن المداهمة مرتبطة فيما يبدو بنقل ترامب "سجلات سرية" من البيت الأبيض، ونقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن مصادر قريبة من الملف، قولها: "إن عملية التفتيش تمت بإذن من المحكمة، وهي متعلقة بسوء تعامل محتمل مع مستندات سرية تم نقلها.
كما تعد عملية التفتيش لمنزل الرئيس السابق تمثل تصعيداً كبيراً في التحقيق الخاص بالسجلات، وتعد من إحدى التحقيقات التي يواجهها ترامب بشأن فترة وجوده في المنصب، وبشأن أعماله التجارية الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في فبراير الماضي، كانت هيئة المحفوظات الوطنية الأميركية أعلنت أنها استردت 15 صندوقاً من الوثائق من مقر دونالد ترمب في فلوريدا وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" تضمنت مستندات سرية للغاية حملها ترامب معه عند مغادرته واشنطن بعد خسارته الانتخابات.
كما صرح مصدر مطلع لوكالة رويترز في أبريل: "إن وزارة العدل بدأت تحقيقاً ما زال في مرحلة مبكرة في نقل ترمب سجلات رئاسية إلى منزله في فلوريدا.
فقد كان من المفترض تسليم دونالد ترمب الوثائق والتذكارات التي بحوزته في نهاية ولايته، ولكن بدلاً من ذلك نقلها إلى مقره "مار إيه لاغو" وتضمنت الوثائق أيضاً مراسلات خاصة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما.
كما كشفت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي في ذلك الوقت عن أنها ستوسع نطاق التحقيق في تصرفات ترمب بالإضافة لطلبها من إدارة المحفوظات تسليم معلومات إضافية، ليؤكد الرئيس السابق للولايات المتحدة أنه وافق على إعادة بعض السجلات إلى إدارة المحفوظات، ليصفها بأنها "عملية عادية وروتينية".
كما ظهرت العديد من التساؤلات بعد استرداد الصناديق عن مدى التزام ترمب بقوانين السجلات الرئاسية التي تم وضعها بعد فضيحة "ووترغيت" في السبعينيات وتتطلب من الرؤساء الاحتفاظ بالسجلات المتعلقة بعملهم.
ووفقاً لكتاب يصدر قريباً لماغي هابرمان مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز"، كان موظفو البيت الأبيض يكتشفون بانتظام أكواماً من الورق تسد المراحيض، ما دفعهم للاعتقاد بأن ترمب كان يحاول التخلص من وثائق معينة.
كما يقضي ترمب أيامه في ناديه في بالم بيتش الذي اتخذه منزلاً منذ مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني 2021، وفي العموم الصيف في نادي الغولف الخاص به في بيدمينستر بولاية نيوجيرزي، لأن مارالاغو تغلق أبوابها عادة في أيار بسبب فصل الصيف.
وتستمر لجنة نيابية في واشنطن بعقد العديد من جلسات الاستماع في الكونغرس بشأن اقتحام أنصار ترمب لمبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني في إطار تحقيق تجريه حول محاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي تحقق وزارة العدل أيضاً به.
كما رفض المدعي العام ميريك غارلاند التعليق على تكهنات بإمكان توجيه اتهامات جنائية لترمب، أكد أنه "لا يوجد شخص فوق القانون" مبدياً عزمه على "كل شخص مسؤول جنائياً عن محاولة قلب نتيجة انتخابات شرعية".
كما يواجه تحقيقاً في محاولات لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، بالإضافة لتحقيق بممارساته التجارية في نيويورك في قضايا منفصلة، واحدة مدنية والأخرى جنائية.
ولم يعلن ترمب بعد عن ترشحه رسمياً لانتخابات عام 2024 الرئاسية، على الرغم من التلميحات القوية لذلك خلال الأشهر القليلة الماضية.
والجدير بالذكر بعد تراجع نسبة التأييد للرئيس الحالي جو بايدن إلى أقل من 40% مع التوقع لفقدان الديمقراطيين لهيمنتهم في مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية، يتفاءل ترمب بإمكانيته ركوب الموجة الجمهورية للوصول إلى البيت الأبيض كرئيساً جديد للولايات المتحدة عام 2024.
الحدث_متابعة: علاء مسعود_التلفزيون العربي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا