شبكة سورية الحدث


فيلم التايتنك بالنسخة السورية.. 

فيلم التايتنك بالنسخة السورية.. 

 

سورية_الحدث - محمد الحلبي  


من منا لايعرف الفيلم الشهير "التايتنك"، الذي عرض بنهاية القرن الماضي.. ومازال صدى ذلك الفيلم يتردد إلى يومنا هذا..
 أما النسخة السورية من هذا الفيلم فأبطاله هم المواطن والحكومة.. الذين يركبون بنفس السفينة.. حيث تحاول  الحكومة أن تطيل عمر هذه السفينة بشتى الوسائل المتاحة، وهي تعلم أن السياسة التي تتبعها وتنتهجها ستغرق السفينة لا محال.. فبدلاً من إطلاق صافرات الإنذار والبحث عن قوارب النجاة تجدها تلقي في البحر كل مايمكن إلقاؤه، وكل مابحوزتها لإطالة عمر السفينة في الماء.. فاخترعت البطاقة الذكية.. لكن سرعان ما فتح ثقب آخر، لتجد الحكومة أن اختراع هذه البطاقة لن يكفي.. فقيدت المحروقات، ومن ثم المواد الإعاشية.. حتى وصلت إلى توزيع عدد أرغفة الخبز على المواطنين، إلا أن ذلك لم يمنع أن تغوص السفينة أكثر في الماء، فبدأت (بإلقاء بعض الناس في البحر) عفواً بإخراجهم خارج دائرة الدعم شريحة بعد أخرى، ومواطن بعد آخر،  وهي متشبثة  بالنهج الذي تسير فيه، إلا أن ذلك لم يمنع السفينة أن تدق ناقوس الخطر أيضاً، وتعلن أنها وصلت إلى مرحلة الغرق .
فحاول الحكومة أن تبحث عن مايسد الثغور والثقوب في قاع السفينة، والتي بدأت المياه تتسرب إليها بكميات كبيرة عن طريق جيوب المواطنين، فرفعت أسعار المحروقات، وأطالت عمر رسائل الغاز بحجج عديدة، منها عدم وجود توريدات ومنها عدم وجود جرات فارغة ومنها نقص اليد العاملة، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً،  وهي تعلم تماماً أن هذا الإجراء سوف لن ينجي المركب الحكومي سوء بضعة أيام أو أشهر إضافية، وسرعان ما ستبحث في جيوب مواطنيها عن ما يطيل من عمر السفينة أكثر، فإذا ما قطع المواطنون الأمل من النجاة فمن المؤكد أنهم سيلقون بأنفسهم إلى البحر للبحث عن وسائل أخرى للنجاة، وستبقى الحكومة كالفرقة الموسيقية في الفيلم نفسه تعزف الموسيقى حتى النهاية ليختار المواطن رقصة الموت التي تناسبه.

التاريخ - 2022-08-14 1:22 PM المشاهدات 361

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا