المواطنون يشترون الخضروات والفواكه بالحبة..
سورية الحدث - محمد الحلبي
قطعتين من البندورة ومثلها من الخيار وأربع حبات من البطاطا.. وضعها لها في كيس واحد ورفض البائع وضعهم في كيسين قائلاً لها: " بدك البيعة تخسر.. حق كيس النايلون ١٢٥ ليرة"...
من قلب الحدث
تجاذبنا أطراف الحديث معها للمرأة الستينية فقالت، يا ليت الأمر ينتهي عند هذا الحد.. أخرجت من حقيبتها ٢٥٠٠ ل.س ودفعتها للبائع وهي تقول: "بدي جيب ب ٥٠٠٠ ل.س زيت نباتي، وبدي جيب الخبزات، هي حطيت ١٠ آلاف ثمن غداء لأطفالي الثلاثة، أما أنا فأسد رمقي بلقمة البرغل ببندورة التي زادت من يوم أمس"
هذا المشهد بات يتكرر في جميع الأسواق، والتجار يفضلون رمي بضائعهم في حاويات القمامة على أن يبيعوها بأسعار مخفضة للناس..
في مشهد آخر توقفنا مع السيد أبو عادل موظف وهو يبحث عن الخضرة الأقل سعراً في السوق، تنهد بعمق قبل أن يقول: الحال أصبح لا يطاق، ونحن مقبلون على موسم المدارس، في كل شهر نخرج سلعة جديدة من قائمة مشترياتنا وتقابلها الحكومة برفع اسعار المشتقات النفطية بحجة تعويض النقص في خزينتها، وتتناسى أن هذا الاجراء سيزيد من أسعار السلع في الأسواق، أما رواتبنا فلم تعد تكفي "خرجية" للأولاد، الحكومة في واد والمواطنون في وادٍ آخر..
من المحرمات
بالمقابل اشتكى بعض الباعة من قلة البيع، وخاصة باعة اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، حيث قال لنا أحدهم أن اللحوم أصبحت من الكماليات بالنسبة للناس، وخرجت من قائمة مشترياتهم، فراتب الموظف بالكاد يشتري ٢ كيلو لحم أحمر ضان أو ٤ كيلو شرحات دجاج..
وتبقى وزارة حماية المستهلك تعمل على إصدار التساعير على الورق، بينما الأسعار الحقيقة لا تمت لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وكما قال أحدهم، راسمال المخالفة ثمن كيلو شاورما من سيخ وزنه على الأقل ٥٠ كيلو، أو فروج واحد من أصل ١٠٠ فروج يبيعها محل الفروج في اليوم.. فعلامَ الخوف من المخالفة وضبط التموين؟ هذا إن تم تحريره اصلاً..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
