شبكة سورية الحدث


وستسألون... 

وستسألون... 

 

سورية_الحدث  - محمد الحلبي  
استوقفني هذا الطالب وهو يجمع قطع الخبز المتناثرة على الأرض صباحاً وهو متجه إلى مدرسته..
نعم .. نحن قوم خلقنا وجبلنا على حفظ النعم.. كنا إذا رأينا قطعة خبز مرمية في الطريق قبلناها ووضعناها جانباً كي لا يدوس عليها شخص ما حتى لو بطريق الخطأ.. 
لذلك نحن لسنا بحاجة إلى من يعد علينا لقيمات الخبز التي بتنا نتناولها في اليوم بحجة منع الهدر.. وننسى أن معظم الأفران وحتى الأكشاك تبيعك خبزاً لا يرتقي لأن يكون علفاً للحيوانات بعد ساعاتٕ على شرائه، إما بسبب سوء صناعته، أو لعدم وجود وسائل تبريد له في المنازل ..
كم يحز في النفس اليوم وأنت تمر في الشوارع وترى الأطعمة والفواكه مرمية على جنبات الطرق وحاويات القمامة لتلفها بسبب التقنين الكهربائي الجائر .. كم تشعر بالأسى وأنت ترى رجلاً يرمي مؤونته التي كابر الأمرين كي يوفر ثمنها لتكون قوتاً له في الشتاء.. يرميها بحاوية القمامة لأنه لم يستطع توفير الكهرباء لحفظها.. كم تشعر بالألم وأنت ترى أسرة فقيرة ترمي بقطعة لحم حصلت عليها من أضاحي العيد.. حاولت أن تدخر بعضها لتعطي مايطبخونه نكهة اللحم الذي حرموا منه بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة..
 المشكلة اليوم أننا لسنا بقادرين على العودة إلى الحياة البدائية التي كان يعيشها أجدادنا قبل قرون عندما كان لايوجد كهرباء وغاز لأن بيوتنا غير مؤهلة لأن نستخدم الحطب والنمليات -مكان حفظ المؤنة سابقاً-  ولا نحن قادرون على التأقلم مع الحياة الجديدة التي يفرضها علينا سوء التخطيط من أولي الأمر..
كلمة أخيرة..
أيها السادة نحن قوم لا نجحد بالنعم ولا نكفر بها.. لكن أود أن أقول لكم من باب التذكير فقط.. هناك من سنقف بين يديه يوماً وستسألون..
ملاحظة: صور المؤونة التالفة مصدرها الزميلة تشرين

التاريخ - 2022-09-08 8:35 AM المشاهدات 409

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا