سورية الحدث
عمار الجهماني - علي محمود
في بلادٍ قابلتِ الحربَ على مدارِ عقدٍ من الزمن بلغةِ الموسيقا كعاملِ قوةٍ وبقاء ، من الصعب عليكَ أن تنفي وجودَ أثرٍ موسيقيٍ باقٍ في ذاكرةِ الناس رغمَ كلِّ ما حدث والتي تحولت فيما بعد إلى شريطِ ذكرياتٍ اجتمعت فيهِ صورٌ من سنينٍ لم يرَ منها الناسُ سوى الدمار ولم يسمعوا منها إلا أصواتَ الرصاص.
ولكن كان للأبناءِ رأيٌ آخر ، كأن تطغى أصواتُ الحناجرِ المغرّدة على كلِّ رصاصةٍ أُطلقتْ ، وأن تُسمعَ أصواتُ الكمانِ في كلِّ الأرجاءِ التي تدمرتْ كبدايةٍ لحكاية لم تنتهِ في حضرة الحرب.
إلا أن ذلك لم يمنع من أن يشهدَ الواقعُ الموسيقي تراجعاً ملحوظاً سواءٌ لجهةِ الأداء أو قلةِ الكوادر الموسيقية بسببِ ما أفرزتهُ الأزمة من عوائق عكرت من صفاءِ المشهد الفني عموماً .
وفي ذاتِ السياق رصدَ « فريق الحلم الإعلامي » آراء عددٍ من الفئةِ الشابة التي تابعت نشاطاتها في حمص.
فعلى سبيل المثال كانت الاستمراريةُ مبدأً لا تراجع فيه عند «أوركسترا ثقافة حمص » وكان لافتاً ظهور
«فرقة فصحى» و «نوا أثر » على صعيد الغناء.
وللقصة بقية ، فالنشاطُ الموسيقي في حمص لم يقف عند هذا الحد. فبعدَ عودةِ الحياة لطبيعتها شهدتْ المدينة حراكاً ثقافياً وفنياً لافتاً ساهمَ بكسرِ الجمود الذي خيمَ على الحياة الثقافية طيلة السنوات الماضية.
سواءٌ على صعيدِ المسرحيات أو الأفلام وصولاً إلى الأمسياتِ الشعرية والموسيقية وانتهاءً بمعارض الكتاب والفنِّ التشكيلي ناهيكَ عن المهرجانات التي باتتْ تقليداً سنوياً ينتظرها مثقفو حمص في كلِّ عام ونذكر منها «مهرجان حمص المسرحي» الذي نجحَ في جمعِ رواد الحركة الثقافية بشكل واضح بعد سنواتِ الانقطاع ، فيما تُعلّقُ الآمالُ على مزيدٍ من الفعاليات ليُعاد ألقُ المنظومةِ الثقافيةِ السورية كما كانت قبلَ الحرب.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا