سورية الحدث _ خاص
كتب الاستشاري الاقتصادي د. محمد الجبالي :
يواجه القطاع التجاري والصناعي صعوبات كثيرة في استمرار العمل اهمها ما أثير حول قضية تمويل المستوردات والتي تشكل عائقا كبيرا على الإنتاج وبالتالي على توفر السلع في الأسواق وأخيرا على الأسعار..
لا شك عند إغلاق أي شركة صناعية فهذا يعني أن الاقتصاد سيواجه تباطئ أكثر في دورته وهذا يعني أن انعكاسات سيكون لها وقع سلبي على الأسواق من جهة وعلى الأسر التي كانت تعمل في الشركة التي أغلقت أبوابها. .. أي أن التأثيرات لها أبعاد كبيرة ليست بقليلة ..
ما المطلوب حاليا هو تطبيق شعار أطلقه الكثير من الصناعيين وهو (دعه يعمل دعه يمر).
ففي ظل العقوبات الجائرة المفروضة على اقتصادنا الوطني لا بد من مواجهتها عبر طرح ميزات وتسهيلات كبيرة أمام الصناعيين والتجار لكسر الحصار المفروض بشتى السبل وليس العكس ... فمما نسمعه يوميا من الصناعيين والتجار أن قضية تمويل المستوردات تعتبر العقبة الأكثر تأثيرا على استمرار الإنتاج وحتى توفر السلع في الأسواق..
وهنا لا بد من الفريق الاقتصادي في الحكومة أن يسمع لصوت التجار والصناعيين ويضع الحلول المناسبة، فليس من المنطقي أن يتم تعقيد المعاملات داخليا في ظل وجود تعقيدات خارجية أيضا مفروضة على الاقتصاد نتيجة للعقوبات الجائرة...
التاجر والصناعي ينتظر التسهيلات وينتظر التشاركية في رسم القرارات الاقتصادية كونهم يشكلون جزء كبير في الجسم الاقتصادي.. هم لا ينتظرون الاجتماعات والسماع لهم فقط دون تلبية مخرجات الاجتماع... ولا ينتظرون تشكيل لجان دون تفعيلها ..
نحن في الوقت الراهن بأمس الحاجة لأي استثمار وأي نشاط تجاري يهدف لتحريك الإنتاج.. نحن بحاجة لكسر الركود وبحاجة لجذب المستثمرين وإقناعهم والتأكيد لهم بأن بيئتنا مناسبة للاستثمار بل ومتعطشة...
هل يعلم الفريق الاقتصادي أهم مشاكل التجارة الخارجية التي تواجه المستوردين وخاصة للمواد الأولية اللازمة للصناعة... هل يعلم ضعف التصريف في الإنتاج داخليا نتيجة ضعف القدرة الشرائية.. هل يعلم أن المنتج السوري بات يفقد ميزته التنافسية لارتفاع تكاليف الإنتاج لغياب عوامله من حوامل طاقة وارتفاع أسعارها...
إن كان يعلم فنأمل ان يعلن خطة تنفيذية لكسر هذه المعوقات وتذليلها .. فالإنتاج أولاً بشتى مراحله وأشكاله هو مفتاح النجاة لاقتصادنا من التدهور أكثر.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا