اللحوم غالية والخضراوات ممنوعة.. ماذا سيأكل السوريون ..؟!

سورية الحدث - محمد الحلبي 

رغم أن عدد الوفيات لم يتجاوز الأربعة حتى ساعة إعداد هذه المادة، إلا أنه لا يمكن انكار تصاعد الخط البياني للوباء الجديد الكوليرا.. حيث اتجهت بوصلة وزاراعة الزراعة ومديرياتها إلى الأراضي الزراعية لضبط آلية سقاية المزروعات، حيث راح المزارعون يلجأون لسقاية مزروعاتهم بمياه الصرف الصحي لصعوبة تأمين مياه نظيفة، لعدم وجود الكهرباء أو المحروقات لتشغيل مضخات المياه..
وقد كان أول ما حذرت منه وزارتي الزراعة والصحة هو تناول الخضراوات، وخاصة الورقية منها كالخس والبقدونس، بعد أن تم رصد مساحات واسعة يتم سقايتها بمياه الصرف الصحي، وعلى وجه الخصوص في محافظة حلب، التي شهدت أول حالة إصابة بالوباء الجديد.. ليصرح مدير زراعة حلب أنه تم إتلاف الخضار التي تؤكل نيئة على سرير نهر قويق..
كذلك في ريف دمشق تم إتلاف العديد من المحاصيل كالملفوف والفول والملوخية والكوسا والخبيزة والبازلاء والفليفلة والبامياء والنعنع والطرخون والبقدونس...
إذاً حتى الخضار التي لجأ إليها السوريون هرباً من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء باتت تهدد حياتهم.. ليجد المواطن نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ.. فإمّا أن يبيع أعضاءه البشرية لشراء اللحوم، وإما يجازف بحياته وحياة عائلته ويتناول الخضروات..
وبكلا الحالتين  نحن أمام موجة ارتفاع أسعار جديدة للغذائين الحيواني والنباتي.. فاللحوم ارتفعت أسعارها بالمجمل مع زيادة الطلب ولو بكميات قليلة للأسرة مقارنة مع عدد أفراد الأسرة للابتعاد قدر الإمكان عن الخضراوات، حيث وصل سعر كيلو اللحم الضأن الهبرة إلى ٥٠ ألف ليرة سورية، وشرحات الدجاج إلى ٣٠ ألف ليرة سورية ومثلها هبرة العجل، وكذلك الخضراوات بسبب إتلاف المحاصيل الزراعية خوفاً من وباء الكوليرا.. حيث سجلت البطاطا الجيدة ٢٥٠٠ ليرة والزهرة ١٨٠٠ ليرة للكيلو الواحد..
فماذا سيأكل السوريون إذاً يا حضرات؟!.. لا حدا يقلي.... هوى...