عندما تفتعل الحكومة الأزمات..!!

كتب مدير التحرير  

سورية الحدث - محمد الحلبي
كانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد أعلنت أنه سيتم تسيير دوريات للتموين لمراقبة بيع مادة السكر، وكل محل يقوم بببيع كيلو السكر بأكثر من 4000 ل.س سيتم إغلاقه وتشميعه بالشمع للأحمر..
وذلك بعد أن وصل سعر مبيع كيلو السكر في الأسواق إلى أكثر من ٥٥٠٠ ل.س للكيلو الواحد.. وتعتقد حماية المستهلك أنها بهذا القرار ستخيف التجار والباعة، وأنها إذا لوحت بهذه العصا المهترئة -العقوبات- التي حفظها التجار عن ظهر قلب ستضبط الأسواق ويلتزم هؤلاء بسعر البيع الذي حددته لهم..
لقد علّمتنا التجارب التي عايشناها أنه وراء كل قرار تتخذونه يا أصحاب السعادة يكون المواطن فيه على موعد مع أزمة جديدة، وبعد قراركم هذا سوف لن يجد المواطن كيلو سكر واحد في الأسواق، لأن التجار سيحتكرونه في مستودعاتهم حتى ترفعوا لهم الراية البيضاء أو تغضوا الطرف عنهم.. وتكتفوا بالتصريحات والتهديد والوعيد كمن ينفخ في قربة مثقوبة..
الحل يا أصحاب السعادة أن يقوم تاجركم الشاطر "السورية للتجارة" باحتكار هذه المادة وعدم بيعها للتجار على عكس ما فعلتم في الأمس القريب تماماً، وذلك عندما وزّعتم السكر على التجار ليقوموا باحتكاره ويبيعونا إياه اليوم بالأسعار التي تحلوا لهم... كنتم بتصرفكم هذا كالنعجة التي تثق بالذىب تماماً..
أعطونا محلاً واحداً يبيع السكر ب٤٠٠٠ ل.س، نحن متأكدون أنكم عاجزون عن ذلك، لأن الباعة بكل بساطة سيقول لكم لايوجد عندنا سكر.. هل ستحررون بحقه مخالفة لأنه لا يبيع السكر في محله؟... أم ستضيفون مادة جديدة على قانون حماية المستهلك بتحرير مخالفة لكل بقالية أو ماركت لا يبيع السكر؟..
لماذا لم تفوّضوا تاجركم الشاطر "السورية للتجارة" ببيع أطنان السكر  التي وزعتموها على التجار للمواطنين بالسعر الذي بعتم فيه السكر للتجار، أم أن كسر الحلقات الوسيطة لا تكون إلا فقط في مهرجاناتكم الإعلامية؟..
أما أنتم أيها الأخوة المواطنون، إن أردتم السكر فعليكم بحبيبة كاظم الساهر.. فصباحها سكر..