شبكة سورية الحدث


وزارة التربية أشطر من أشطر تاجر.. أكثر من نصف مليار ليرة سورية قيمة رسوم الاعتراض على نتائج الامتحانات العامة في أيام معدودة!..

وزارة التربية أشطر من أشطر تاجر.. أكثر من نصف مليار ليرة سورية قيمة رسوم الاعتراض على نتائج الامتحانات العامة في أيام معدودة!..

 

خاص - سورية الحدث  
محمد العمر
لاقت عملية تصحيح الامتحانات الدراسية مؤخرا لشهادتي التعليم الثانوية والاعدادية الماضيتين انتقادات واسعة وحالة من عدم القبول والرضا من الطلاب وأسرهم  جراء كثرة الاخطاء، وزاد الطين بلة عملية تقديم الاعتراضات والفوضى في دوائر الامتحانات بالمحافظات، ما انعكس ذلك سلباً على نفسية الطلاب، لتأتي الدورة ( التكميلية) وتزيد في الطنبور نغماً..
حيث اشتكى العديد من طلاب الشهادتين من كثرة الاخطاء الموجودة لعملية تصحيح المواد، هذه الاخطاء بررتها وزارة التربية بأنها  اخطاء تقنية  لا اكثر ،فما كان من الطلاب المشككين بعمليات التصحيح إلا التقدم بالاعتراض لعدم قناعتهم بالعلامة ، حيث لم يخيب حدسهم بأن هذه العلامات التي نالوها خاطئة ،لتكشفه نتائج الاعتراضات لاحقا حين تم تصحيح المواد مرة اخرى،  لينالوا بالتالي العلامة التي يستحقوها وتقلب نتائجهم بالعلامات رأسا على عقب سواء بالمادة او بالمعدل ،، وكانت هذه الاخطاء على صعيد  كل المحافظات.. وحسب البيانات تقدم في حلب  ٦٠٠٠طالب معترض 
 وهو اعلى رقم اعتراض سجلته دائرة الامتحانات في المحافظة في تاريخها، اللاذقية  5400 طلب ، السويداء 740 طلب  ، دمشق 10 الف طلب، وريف دمشق 3500  ، القنيطرة 600 طلب وفي حمص 300 طلب ... كما وصدرت نتائج اعتراضات الدورة التكميلية في الثانوية التي جاءت متأخرة بعد اكثر من شهر واكثر ، استفاد منها في حماة 147 طالب بتعديل علامته، وفي القنيطرة 21 طالب، بينما في درعا 178 طالب، وفي  دمشق 380 طالب، وفي حلب استفاد 294 طالب، وفي الحسكة 185 طالب،  وفي الرقة 82 طالب،  واللاذقية  ٢٥٠ طالب، ودير الزور 27 طالب،  وطرطوس 182 طالب..

بالتفاصيل ..
  عشرات من الطلاب بعد صدور النتائج الرسمية للبكالوريا من تحدث عن وجود اخطاء بتصحيح مواده ،جزء منهم تبين لاحقا  بعد الاعتراض، ان علامته لم تصحح ابدا ومنهم لم تجمع علاماته،  ومنهم خطأ بالادخال للحاسوب ، وكثير تفاجأ  بعلامة الصفر في مادته،  وهو ما  حصل  مع الطالبة المتفوقة يارا خليل من حمص التي نالت الصفر في مادة الكيمياء وادى ذلك لرسوبها  حيث تم تصحيح علامتها  لتنال العلامة التامة  200 وتحصل الطالبة على مجموع يفوق 2700 علامة، وغيرها كان هناك مجموعة من الطلاب من حصل على الصفر بنفس المادة  وتم تعديل علامته، وما حدث مع يارا تكرر مع الطالبة اية رسلان، ولكن في مادة التربية الوطنية التي نالت علامة الصفر ليتم تعديل علامتها  بعد تقديم الاعتراض لاحقا الى 180 علامة.. طبعا مديرية تربية حمص  اعترفت بهذه الاخطاء حين  اشارت " انه يوجد عدد لا باس حصل على الصفر وتم تعديل علامته بعد الاعتراض"..
أما طلاب الاعدادي ،فليسوا بأحسن حظاً ، فكانت الاخطاء بالتصحيح تتشابه مع التعليم الثانوي ، وهي اخطاء بين تثبيت الدرجة،  وجمع العلامات ، وجمع الدرجات النهائية بالإضافة لأخطاء بإدخال الحاسوب، وجمع المفردات،  وهناك من توقفت علامته ونال علامة الصفر بحجة ان  المادة غير مصححة، كما حدث في مديرية حماة مع العشرات  في مادة الكيمياء وغيرها  لينتقلوا من علامة الصفر الى  فوق المئة والمئتين..
ومن خلال التدقيق بالجداول ، وجدنا ان هناك بالفعل طلاب بالإعدادي اختلفت العلامة معهم 400 علامة دفعة واحدة بسبب خطأ بجمع الدرجات النهائية خاصة باللغة العربية اضافة لمواد اخرى، فالطالب مجد شحادة تحولت علامته بعد الاعتراض بإحدى المواد من علامة 438 الى 529 علامة ليصبح مجموع معدله 2799 علامة بعد ان كان مجموعه2708  علامة . اما الطالبة تيماء الناصر التي كانت لديها اخطاء في جمع مادة رياضيات فقد انتقلت علامتها بعد الاعتراض في احدى المواد  من  345 الى 395 علامة اي ٥٠ علامة فرق، والطالبة سعاد كان لديها خطأ في تثبيت الدرجة بالرياضيات تحولت علامتها من 58  الى  584  علامة ، يعني اكثر من ٥٢٠ علامة فرق .  في حين ان الطالب احمد فتوح  في مادة الكيمياء  كانت مادته غير مصححة انتقل من الصفر الى 100 علامة.
مديرية الامتحانات في وزارة التربية بررت كثرة الاخطاء لديها على انها  اخطاء تقنية لا اكثر، وحسب قولها لم يتم الاستعجال اطلاقا بإصدار النتائج ،بعدها سمح للطالب تقديم اعتراضه  وتصحيح  المواد التي تستحق ،مشيرة ان الاعتراضات بكل المحافظات بلغت  84 ألفاً  استفاد منهم 896 طالب..

تساؤل .!
من جهة اخرى  ،لن نتحدث عن مشهد الطوابير الطويلة امام دوائر الامتحانات  لتقديم الاعتراضات، فهو بات جزءا من حياتنا اليومية ،لكن  طريقة تقديم طلبات الاعتراضات كانت  استفزازية من ناحية الاستغلال  وهو ما حدث امام دوائر الامتحانات لشراء الطلب والطوابع .. طلاب كثيرون تحدثوا عن استغلال حصل معهم في فترة تقديم طلب الاعتراض والتي كانت خمسة ايام  فقط  حيث تراوحت رسوم طلب  الاعتراض حسب قولهم بين 6- 8 الاف ليرة سورية، مع المفروض حسب قولهم ان طلب الاعتراض مجاني لا رسوم عليه .
احد الطلاب همس قائلا، انه اذا كان عدد المتقدمين للاعتراض حسب تصريحات وزارة التربية اكثر من 84 الف طلب اعتراض ، فبإجراء عملية حسابية سريعة بدفع ٧ الاف ليرة  سورية كحد اوسط _رغم ان الرقم مختلف بين محافظة واخرى _ هناك ملايين الليرات التي دخلت لصندوق وزارة التربية لدورتين متتاليتين، وحسب قول احدهم نحن كطلاب عانينا طوال العام الدراسي من نفقات  اجرة ملخصات ونوط وساعات دروس خصوصية ناهيك عن مصاريف الذهاب والاياب الى المدرسة .. مضيفا انه كان يجب على التربية ان تجعل طلبات الاعتراض مجانية لا رسوم عليها ، فهناك اسر لديها اكثر من طالب اعدادي وثانوي، فالشخص الواحد الذي لديه تصحيح مادتين يحتاج الى مبلغ 20 الف ليرة عدا ذهابه وايابه، والاسرة التي لديها فردين مثلا اعدادي و ثانوي يحتاج الى اكثر من 40 الف ليرة سورية". .
بينما قال اخرون من الطلاب.. نتمنى ان تنعكس اجرة رسوم الطلبات على العملية التربوية وثمن اجرة ساعات التدريس للمعلمين، وعملية المراقبة في الامتحانات التي لا تزال زهيدة..
مدير امتحانات تربية القنيطرة  ماهر الجبر اشار لنا في ان المحافظة شهدت تقديم اعداداً  مقبولة من الطلاب الثانوية للاعتراض في الدورة الاولى، حيث بلغ عددهم 600 متقدم   استفاد منهم 21 طالب من تعديل النتيجة للمواد التي قدموا عليها ،وحول الرسوم التي يدفعها الطالب المتقدم للاعتراض  اوضح الجبر بان الرسوم التي دفعها الطالب تعتبر رمزية وهي بين 6 و 8 الاف ليرة سورية لإعادة التصحيح الورقة ، وطلب الاعتراض يكلف الفي ليرة سورية مع الطوابع ،كطابع مجهود حربي وهلال احمر وتعليم ومالي وغيره.
اما مدير امتحانات تربية ريف دمشق محمد عثمان  فقد نفى أن تكون الرسوم التي حصلت من الطلاب على الاعتراض كبيرة ،فالرسوم برأيه كانت بين 6 و7 الاف ليرة سورية وهي قليلة ومناسبة ومشجعة للاعتراض ،مشيرا ان الاعتراض اقتصر فقط على جمع العلامات والتأكد منها  ، مبيناً انه تم تقديم 3500 طلب اعتراض في المديرية  في مختلف المواد ..
  
 والذي يزيد الطين بلة ان اعتراضات الدورة الثانية من النتائج الثانوية تأخرت كثيرا ،وصدرت بتاريخ 18 ايلول الماضي ،وهناك طلاب بقوا ينتظرون بفارغ الصبر صدور النتائج للاعتراض ليتسنى لهم التسجيل في المفاضلة  .
 ما نود قوله  " التربية ليست معصومة من الخطأ ،ولكن الاستعجال في اصدار النتائج والضغط الكبير  للبت فيها  بسرعة قياسية دون الاخذ بالامكانيات المتاحة يكون كارثيا خاصة حين يكون هناك فرق ٥٠٠ علامة بالتصحيح ومواد لم تصحح وتكون النتيجة علامة الصفر.. 
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم كم طالب هناك قد تظلم جراء هذه الاخطاء وكان حدسه صائباً ولكنه لم يتمكن من تقديم الاعتراض لأسباب نفسية او مالية..او اسباب اخرى !

التاريخ - 2022-10-09 2:53 PM المشاهدات 657

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا