وسيم قطان ومجمع يلبغا وحكاية تحدي..

سورية الحدث _ خاص  

من منا لايعرف تلك الكتلة الاسمنتية الضحمة القابعة وسط العاصمة دمشق.. ومن منا لم يسأل نفسه كلما وقع نظره عليها عم ماهية المشروع الذي سيقام هنا.. وعن العوائد الاقتصادية لمثل هذا المشروع على خزينة الدولة.. 
شب الولدان وشاب الشباب ورحل الكبار، وما زالت الكتل الاسمنتية تزداد سواداً وكأنها تخفي خلفها بيتاً للأشباح.. حيث يعود تاريخ البدء بإنشاء مجمع يلبغا إلى عام ١٩٧٣، حيث كانت مؤسسة_الإسكان العسكرية قد وضفت قبل عشرة سنوات من هذا التاريخ دراسة لتنفيذه، أي في عام ١٩٦٣....
((تصوروا عشرة سنوات دراسة)) ومع ذلك لم تكن الدراسة ناجحة عندما اعترض المشروع عدد من الصعوبات أهمها المياه الجوفية تحت البناء، ليتوقف المشروع حتى مطلع عام ٢٠٠٧، ولتبدأ مع معاناة جديدة تجسدت بتعثر وزارة الأوقاف بتوقيع عقد مع شركةٍ ما لإكساء المجمع، وكان من المفترض أن يضم المجمع ١١ طابقاً فيها فندقاً من فئة الخمس نجوم، ومركزاً للتسوق(مول) ومواقف للسيارات، ليتصدى للمشروع أخيراً رجل الأعمال السوري وسيم قطان الذي أعاد الروح إلى المجمع عام ٢٠١٨، وذلك عندما أعلنت وزارة الأوقاف أنها وقعت عقد استثمار مع إحدى الشركات التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال وسيم قطان، لتدب الروح في المجمع مجدداً كما أسلفنا، حيث افتتح فيه خلال الأشهر القليلة الماضية مطعم كبير، وشركة حوالات مصرفية، وبنكاً.. بالإضافة إلى مغسل ومرأب سيارات..
وسيم قطان رجل الأعمال السوري قال من خلال صفحته الشخصية على الفيسبوك أن مجمع_يلبغا سيصبح ((داون تاون سورية)) وأن العمل سيتم على مراحل, حيث تم إنجاز قرابة ٨٠% من الطوابق الأربعة الأولى، كما تم تنفيذ الجزء المحيط بفندق المرجة..
 وسيم قطان لديه ثقة كبيرة بإتمام المشروع وقال إن التصميم تم بأيادِ سورية وهم قادرون على تنفيذه.. وأن المجمع سيبصر النور خلال ٣ سنوات..
نقطة نظام
الموقع الحساس والاستراتيجي لمجمع يلبغا يعطيه ميزة كبيرة عن باقي وسائر المجمعات التجارية في سورية كلها، أولها كونه يقع في وسط العاصمة، وهذه الميزة وحدها كافية لجذب الشركات والمكاتب وحتى رجال الأعمال العرب والأجانب الراغبين بزيارة سورية بقصد الاستثمار والعمل للإقامة في فندق المجمع الخمس نجوم، كون أغلب الوزارات والدوائر الحكومية تقع على مقربة منه، لكن الموضوع بحاجة أيضاً إلى تكاتف الحكومة مع المستثمرين، فمن غير المعقول أن تبقى البسطات العشوائية وافتراش أرض الحديقة وكأنها منتزه شعبي أمام فندق خمس نجوم سيعتبر واجهة للبلد أمام الشركات ومستثمري الأشغالات في المجمع..
فنرجوا من المعنيين دراسة هذه الظاهرة منذ الآن كي لا تكون عقبة صعبة الإزالة عندما تصخب الحياة في المجمع..