استعدوا لعودة الطوبير على أفران الخبز ..

سورية الحدث - محمد الحلبي  
منذ مدة ليست بالقصيرة ووزارة الجدل -وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك- تغمز بين الحين والآخر عن نيتها بإلغاء دور معتمدي الخبز، حتى جاء ذلك صراحةً على لسان وزيرها عمرو سالم أن أكبر خطأ ارتكبته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هي اعتمادها بتوزيع الخبز على المعتمدين، ورغم سلبيات هذا الحل إلا أنه من وجهة نظر المواطنين كان أفضل الحلول السلبية الذي استطاع أن يحد من الازدحام على الآفران وقيد حركة الإتجار بالخبز على الأفران نوعا ما.. وأصبح من يشتري الربطة من أولئك الذين يتعاونون مع الفاسدين من موظفي الأفران هم فقط ممن لا تكفيهم مخصصاتهم التي خصصتها لهم الوزارة التي تحميهم.. بالمقابل حتى وإن لم تصرح الوزارة إلى الآن بشكل رسمي بنينها عن إنهاء دور معتمدي الخبز بتوزيع هذه المادة إلا أنها في المقابل لم تطرح البدائل حتى الآن.. إلا إذا كان في نيتها أن تمارس السياسة المتبعة من قبل الحكومة ككل، وهذه الوزارة إلى وجه الخصوص -سياسة التجريب- فيعاني المواطن الأمرين حتى تقتنع أن أفضل الحلول السيئة هو الاعتماد على المعتمدين، والقبول بسلبياتهم التي يرضى بها المواطن مهما كانت على أن يهدر أكتر من نصف يومه في طوابير الإنتظار أمام الأفران، وبنهاية المطاف قد لايحصل على مخصصاته من عين أصله..
رسالة على طبق الورد 
عزيزتي وزارة حماية المستهلك ، نرجو قبل أن تأتي بأي قرار أن يفكر مسؤوليكي بصوتٍ مسموع.. وأن يكون أمرهم شورى بيننا.. فقد سئمنا ومللنا لعب دور الكرة التي تتقاذفيها مع شقيقاتك من الوزارات.. مللنا الجري وراء الخبز والغاز والمازوت والكهرباء.. مللنا حياة التقشف التي نعيشها والتي تضيق الخناق على رقابنا يوماً بعد يوم، فقد يحتمل الرجل جوع بطنه، لكنه لايقوى على رؤية أبنائه جياعاً.. ولتتذكروا دائماً أن الخط البياني لارتفاع معدلات الجريمة في أي دولة  بالعالم يتغذى على ارتفاع معدلات الفقر لهذه الدولة.. فهناك علاقة حميمية بين هذين الخطين.. كلما ارتفع معدل الخط  الثاني (أي ازدادت حالات الجوع والفقر) تبعه معدل الخط الأول (يرتفع خط معدلات الجريمة )..
أما إن كنتم ماضون برؤيتكم  لتحييد معتمدي الخبز عن توزيع الخبز فهذا يتطلب البديل كي لاتعود الازدحامات على الأفران كسابق عهدها، والحل يكون بتعويض المعتمدين بزيادة عدد الأكشاك التي توزع الخبز أو تخصيص سيارات تابعة لوزارتكم أو للسورية للتجارة لتقوم بهذه المهمة وأن يكون عدد الأكشاك والسيارات موازٍ لعدد معتمدي الخبز الموجودين حالياً.. وإلا أبقوا على المعتمدين الحاليين فهو أفضل الحلول السلبية في ظل غياب حل إيجابي يحل المشكلة..