سورية الحدث _ ورود علي الرمضان
قطرة الأمل الأخيرة لعودة الغائب في ديسمبر أوشكت على الجفاف، صخبٌ غريب في المدينة وكل شيءٍ يبدو بغاية المرح ربما قلبي ابتلع كل الهدوء الذي كان ويترقب الآن في أي إتجاه سترمي به تلك الرياح في أي طريقٍ سيسري ..فلم تعد نسائم ديسمبر لطيفة كما عرفتها بدت كرياحٍ قاتلة تهاجم أضلعي وتتقافز كل تلك الذكريات المطموسة في قلبي على مرأى من عيني حتى كادت أن توصلني للجنون وأنا أسري محاولة إمساك سراباً من الذكريات التي وددت أن اخبئها مجدداً لا أكثر.
أدركت أن لا جدوى من شيء والألم الذي صاحب تلك الذكريات قد فاق شدة الرياح وللحظة تمنى قلبي أن يكون إحدى كرات الثلج التي تُقذف بوجه أحدهم وصوت قهقهاتٍ تتعالى بعدها ..لا يهمه أنه تناثر وفقد ماهيته أو حتى أن يصبح ذلك الجرس في أعلى شجرة الزينة وذلك الضوء الذي يتحول من أحمر إلى أخضر فأصفر في نهاية الطريق وتلك المرأة التي تتراقص بمعزل عن كل هذا الصخب داخل الكرة الزجاجية
وأي شيء يتجرد من الألم مهما كان .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا