شبكة سورية الحدث


عائلـة منكوبـة تنـام على ظهر سيارة سوزوكي وسط البـرد في الشارع بحلب

عائلـة منكوبـة تنـام على ظهر سيارة سوزوكي وسط البـرد في الشارع بحلب

 


سورية الحدث - خالد مصاص  


هل تصدق وتعلم أخي المواطن ما يجري بين الناس وأحوالهم وكيف يعيشون وأين..؟
فمن يسكن ويرقد،ويلبس ويأكل،فهو بصحة وبأحس حال من غيره وليحمد الله على ذلك.
فهناك الكثير من العائلات أشد فقرا لا حول لهم  ولا سكن،ولا طعام،وأحوالهم الصحية سيئة وليس هناك معين وسند لهم.. وذلك يعود بسبب الظروف المحدِقة والمحيطة التي تمر وتعصف، والمشاكل العائلية وأحوالهم الصحية والاجتماعية وغيرها.

إليكم تقرير رسالتنا الإعلامية تخص جابنا إنسانيا بكل ما تحمل الكلمة من معاناة شديدة..وليس من قبيل التشهير والسبق الصحفي فين  الإضاءة وحسب،بل لكي نسعى كلنا جاهدين لنكون يدا واحدة في المجتمع يُبنى على التعاون والمحبة،ومساعدة الآخرين قدر المستطاع،في حال هكذا حالات إنسانية واجتماعية وصحية صعبة على الآخرين وألا نقف متفرجين ونقول: (الله يكون في عونهم..)

في حلب أسرة منكوبة،فقيرة جدا،تؤلم القلب،وتوجع الضمير  والإنسانية.. أسرة مؤلفة من ثمانية أشخاص تلتحف البرد الشديد،وتنام على متن سيارة سوزوكي بموافقة بعض الجوار وعطفهم.. وكثيرمن الاحيان على الارض..
أسرة في مهب النسيان يلفحها الزمهرير،ويلفها الصقيع القارص وسط مدينة عانت وتعاني وتصمم على البقاء والوجود.
وأليس من حق هذه الأسرة أن تعيش كغيرها من الناس المنعمين الآمنين،وتحلم بالمأوى وبالدفء والسلامة..؟!

أب يبيع بعض الملابس المستعملة والألعاب،وأشياء كالبطريات والشواحن والكفرات منها تعمل،وأكثرها خردوات لا فائدة منها..يبيعها من أجل لقمة عيش شريف لأسرته مغبةَ التسول والشحادة.

هذه القصة ليست للسرد والقص والسماع،بل لإيجاد الحلول ومبادرة في المساعدة.

الأب محمد حمود أبو أحمدن أثناء وقفتنا المطولة عند بسطته،جلسنا عنده حيث شرح جزءاً من قصة حياته ومعاناته وما زال هو وأطفاله يعانون حالمين بتحقيق ملاذ لهم من اصحاب أهل الخير والأيادي البيضاء في مجتمعنا الأصيل الذي لا ينام له جفن وهو يرى الملهوف والمحتاج.

يقول كنت متزوجا،ولديَّ من الأولاد ثمانية،ستة صبيان وفتاتان:الكبيرة قد تزوجت والصبيان أكثرهم معاق ومريض بين مصاب بشلل كامل،وغير مسجل في الشؤون الاجتماعية. ويضيف ليس لدينا معرفة أو واسطة كي نسجلهم كي نحصل على الدعم والرعاية.
وآخر يعـاني من فتاق،وهو بحاجة لعملية جراحية ضرورية..لكن ليس لدينا ما نستطيع فعله إزاء مرضه والتكاليف الباهظة.
والكبير مصـاب بمرض نفسي. والبقية هم صغار مرضى وغير مسجلين أيضا في الشؤون المدنية لعدم توفر المال لسد الضريبة لتسجيلهم هنـاك..

الكل غير متعلم،كبيرهم يعـاني من حالات واضطرابات نفسية وليس لديه بطاقة شخصية لعدم إمكانيته المادية لإجراءات استخراجها.

ويسترسل (أبو أحمد) في سرد قصته وذكرياته: كنا نسكن في المرجـة في باب النيرب بحلب في بيت أهلي المتوفين.. وبسبب الحرب ومشاكل بعض الناس هنـاك،تركنـا البيت كونه بحـاجة لبنـاء..

في بداية حيـاتي،كنت أعمل في معمل النسيج،وشاء القدر آنذاك أن تصاب يدي اليمنى في العمل مما أدى إلى بترها.

وساءت الظروف،والضغوط تتكاثر علي..انفصلت زوجتي عني وتركت الأولاد لضيق وضعي المادي ولطلباتها التي أثقلتني وزادتني هماً فوق هم، وقلة حيلتي في إصابتي وعجزي عن العمل.

وانفصال زوجتي عني منذ أربع سنوات ومعاناتي بازدياد، ولا أعرف طعم الحياة والنوم نتيجة العيشة الصعبة والشكوى لغير الله مَذلـة. والظروف قاسية وعيشتنا التي لا أتمناها لأحد سببت لي عبئا ثقيلا ومسؤولية كبيرة،ولا سيما أن هناك صغارا وبنتين وهم جميعا بحاجة إلى رعاية واهتمام كبيرين.

ويكمل (أبو أحمد) سيرته بدموع هامية،وقلب حزين. ويرتجف خجلانا في طرحها علينا..
يقول:فمنذ أكثر من السنة بدأت أعمل ببيع بعض الملابس المستعملة وأشياء بسيطة على شكل بسطة على حائط جامع وسط المدينة..
حيث يجلب لي الأهالي ملابس مستعملة ومهترئة وغيرها كي أبيعها وأعيش وأولادي من الدخل الذي لا يشترى به سعر سندويشة فلافل..

وبالتالي والأهم والأصعب،أننا ننام على ظهر سيارة سوزوكي في الشارع بموافقة أحد مالكيها الذي حن قلبه علينا مشكورا..واكثر الليالي على الارض جانب الجامع..
وهناك مَن أعطانا بعض البطانيات  لننام ملتفين بها ونحمي أجسادنا من شدة البرد وانهمار المطر..
علما أن ليس لدينا منزل ولا نستطيع الاستئجار بسبب الغلاء وعدم توفر..بالتالي هنـاك بيوت كثيرة مهجورة ولها أصحاب،ولكن نخاف دخولها دون موافقة أصحابها أو أخذ إذن من الجهات الرسمية. وليس لدينا واسطة ومعارف يساعدوننا في حل أزمتنا هذه.

كل يوم نعـاني من شدة البرد ليلا! ونحن على ظهر السيارة. ويقسم (أبو أحمد ):وكثير من الأحيان،ننام دون طعام..!
ويضيف قائلا:للأمانة هناك بعض العائلات تحن علينا ببعض الطعام بين الحين والآخر وهي تشعر بمعاناتنـا وبردنـا وتحت المطر وسط الطريق حيث لا إضاءة ولا مدفأة ولا...

وأكد (أبو أحمد) أنه يوم رأس السنة كان الناس يفرحون ويأكلون ويشترون ويهنئون بعضهم البعض،ونحن كنا نرى بأعيننا ونحن نتضور جوعا وألما. 

ويضيف (أبو أحمد) :هنـاك امرأة واحدة شعرت بنا وجاءت إلينا واشترت بعض الأشياء التي ليست بحاجة لها، ولا لشرائها، فقط،لكي تراعي مشاعرنا وتقدرنا..وقد أعطتنا بعض المصروف وقالت لنا:(كل عام وأنتم بخير..!!!)

وبين (أبو أحمد) بقوله:أنا نفسي عزيزة ولم أمد يدي لأحد في طلب المساعدة،ولن أتسول أو أسرق كما يفعل البعض.
وأنا راض بقضاء الله وما يجري لنا.

ولفت (أبو أحمد) أنه لم يستحم منذ الشهرين..وكنا سابقا مع أولادي نذهب لبيت أختي للاستحمام..ولكي لا أثقل عليها كثيرا لم نذهب.

ابني الكبير الذي يعاني من مرض نفسي رهن هاتفه لأجل تقديم المبلغ لأمه من أجل تكاليف العلاج كونها أيضا تعاني من مرض خبيث.

وأنا لا أستطيع العمل بشكل كامل بسبب إعاقتي بيدي المقطوعة..أعمل قدر المستطاع،وزيادة على مدار اليوم،لتأمين الطعام لهم..والله أعلم بأحوالنا والظروف والمعاناة التي تواجهنا.

وحاليا،أفرش الأرض ببعض الأشياء التي ليست لها فائدة كثيرة لبيعها، ونعيش بشرف ولا نمد يدنا للغير أو الشحادة.
والكل- يتابع حديثه ( أبو أحمد)-: أصبح يعرفنا ويقدر وضعنا وظروفنا إن كان مِن عناصر البلدية أو غيرها مشكورين.

ونوه (أبو أحمد) في حال عدم وجود السيارة كي ننام فيها نفرش الأرض ببعض البطانيات وننام على جوع وألم وبرد شديد دون أن يشعر بنا إلا بعض من أهل الخير وأصحاب القلوب الطيبة التي تشعر بالعطف والرحمة والإنسانية.

أملنــا كبيــر..أن ألتقي سيادة المحافظ شخصيا كي أشرح له أحوالنا..
يقولون وأسمع عنه أنه شريف وأياديه بيضاء للخير..
لكن ليس لدي معرفة أو واسطة كي أصل إلى جانبه وأشرح له ظروفنا وعيشتنا وأحوالنا المرضية والصحية والاجتماعية، وتسجيل أولادي في المدارس والشؤون المدنية والشؤون الاجتماعية،وإيجاد إيواء موقت لنا،وعمل شريف لي بدلا من هذا.

وهذه أمنيتنـا،وهذا ملاذنـا منه ومن أصحاب الأيادي البيضاء في التماس الحل..
ومعروف عنـه بذلك والكل يشهد كما تقولون أنتم،ويقول لي الناس..

ومن خلالكم أنتم رجال الإعلام الشرفاء أن تُوصلوا رسالتي لـه..وجزاكم الله خيرا عند رب العبـاد امام حاجة أولادي لأنهم في أمس وأشد العوذ والمساعدة..ومعاناتنا كبيرة. والحالة العامة صعبة جدا من كافة النواحي..والله يشهد، والواقع أكبر برهان.
كما أشكركم على الإضاءة والسعي لحلها مع الجهات المَعنية والجمعيات الخيرية وغيرها.

•بدورنا..
نضع هذه العائلة المنكوبة التي تستحق- فعلا - كل الدعم والرعاية الاجتماعية والصحية وهي برسم وقرار السيد محافظ حلب شريفها المخلص صاحب الأيادي البيضاء والنخوة والإنسانية.
ولكم القرار أمام العائلة المنكوبة هذه التي لا حول لها ولا سند ولا بيت ولا طعام ولا صحة..ومحرومون أولاده من التعليم والتسجيل كباقي الناس..
وبهذا أكون قد أديت رسالتي الإعلامية في تسليط الضوء والبقية مسؤولية تقع على عاتق الجهات الحكومية في تأمين الدعم لهم والتوصية بهم وغير ذلك..
جزاكم على الله..

وللتواصل مع العائلة المنكوبة وليس هي للدعاية إنما هو فعل خير وإنسانية..وللجميع تقديم الدعم والمساعدة.
وبالتالي هي رسالتنا الإعلامية حول ما يجري والإضاءة على الأسر الفقيرة التي تعيش تحت الصفر وتسبح في معاناة كبيرة نتيجة الظروف.

واليوم وليس غدا،هو دور ومهام الجمعيات الخيرية والأهلية الأخرى وفاعليتها في هكذا حالات.
وكذلك،على الإفتاء والتجار والصناعيين وغيرهم أن ترعى هكذا عائلات الأشد فقرا وألا نكون متفرجين مكتوفي الأيدي.

وما على الرسول إلا البلاغ..
اللهم إني بلغت دورنا بشفافية وموضوعية وإنسانية تجاه هكذا حالات من الواقع،
راجين إعلامنا بالحلول كي ننشر الاستجابة عبر مواقعنا الإخبارية وهو حق الجميع.

الأب/محمود حمود أبو أحمد هاتفه لمن يود الاتصال به..
0998161268

التاريخ - 2023-01-04 8:57 AM المشاهدات 900

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا