وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تستجدي رحمة التجار

سورية الحدث - محمد الحلبي  
نعم عزيزي المواطن.. وزارة بحجم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تستعطف التجار وتطلب منهم عدم الاحجام عن بيعها..
وهذا ما يؤكد أقوالنا في أكثر من مناسبة أن تجارنا أقوى من الحكومة، وهم من يتحكمون بسياستها الاقتصادية، فبدلاً من أن تمسك وزارة التموين زمام استيراد وتوزيع المواد المقننة في البلاد وبيعها للتجار والتحكم بأسعارها تقوم باستجداء عطف ورحمة التجار بالتعامل معها ومدها بالمواد اللازمة لتبيعها للمواطنين بهامش ربح يتناسب مع تطلعاتها، وطبعاً القلب الأبيض والكبير لتجارنا سيدفعهم إلى الانصياع لهذا النداء الرحماني من الأم الحنون وزارة التموين وستمدها بكل ما تحتاجه طلباً للرضا..
هذا التاجر العملاق الذي يسمى السورية للتجارة ذو الامكانات الكبيرة لم يلبي طموحات المواطنين طالما من يقوم على إدارته مجرد موظفين لا علاقة لهم بالتجارة والبيع، ولا حتى بفن التعامل مع الزبائن..
أما أن تستجدي الوزارة رحمة التجار فهذا بمثابة إشارة خضراء للتجار كي يرفعوا أسعارهم للمواد التي تطلبها الوزارة، وكأن سنوات الحرب التي عشناها لأكثر من عقدٍ من الزمن لم تعطي هذه الوزارة أي درس أو أي عبرة عن أخلاق التجار وسعة صدرهم الرحب وقلبهم الرحيم بالشعب من خلال الأزمات التي مررنا بها طيلة تلك السنوات.. وما زالت الوزارة تعتقد أن متاجر التجار جمعية خيرية تحت طلبها، وتعلق عليهم الآمال لانتشالها عند الأزمات..
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد دعت الفعاليات الاقتصادية يوم أمس إلى التعاون مع المؤسسة السورية للتجارة وعدم الإحجام عن بيعها حيث نشرت البيان التالي:
-انطلاقاً من مبدأ تأمين انسياب المواد والسلع الأساسية الضرورية في الأسواق , لاسيما ضمن صالات ومراكز البيع التابعة للسورية للتجارة وطرحها بأسعار معتدلة كجهة تدخل إيجابي على المواطنين وخاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية القاسية
وعليه فإن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تدعو كافة الفعاليات الاقتصادية للتعاون مع المؤسسة السورية للتجارة وعدم الإحجام عن بيعها المواد التالية: 

أولاً: كامل حاجتها من كافة المواد الغذائية الأساسية المنتجة محلياُ ( زيوت – سمون – كونسروة – حبوب – بقوليات وأي مواد أخرى) بسعر التكلفة مضافاً إليها هامش ربح المحدد لحلقة المنتج فقط

ثانياً: كامل حاجتها من كافة المواد الغذائية الأساسية المستوردة ( سكر- رز – زيوت وسمون نباتية – معلبات تونة وسردين – حليب – متة ) بسعر التكلفة مضافاً إليها هامش ربح المحدد لحلقة المستورد فقط..
نقطة نظام
لا نريد أن نسمع سيمفونية الحصار والعقوبات، فقد خفظناها عن ظهر قلب، واقترحنا آلاف الحلول لهذه السيمفونية، لكن ما من مجيب، ورحم الله أيام (البونات) حيث لم يكن هناك ذكاء بتوزيع المواد المقننة وغيرها، وكانت تلك الأيام والحصار تشبه هذه الأيام التي نعيشها اليوم، لكننا ما سمعنا يوماً عذراً لتبرير انقطاع أي مادة من المواد، ولم نسمع بانقطاعها أصلاً..