سورية الحدث - محمد الحلبي
من وسط الازدحام اطلقت صرخة قوية أتبعتها بصفعة على وجه أحد الشبان، قبل أن يفزع لها بعض الشباب في باص النقل الداخلي التابع لإحدى الشركات الخاصة..
هذا المشهد تكرر كثيراً في وسائط النقل العامة وخاصة في تلك الباصات التي تتبع لشركات خاصة، والتي يغض عنها الطرف أصحابها الذين يجبرون سائقيهم على حشر الناس كمطربان المخلل دون خوف من أحد، ويؤازرهم بذلك الجهات المعنية عن النقل، والتي تغض الطرف هي الأخرى عن حمولة باص النقل الداخلي التي تتجاوز الحد المسموح به للحد من أزمة النقل، متناسية الأخطار التي قد تنجم عن هذه الأحمال كانفجار إحدى العجلات مثلاً.. فالمواطن لم يعد يقارن ولا حتى بقشرة بصلة، فسعر كيلو البصل وصل إلى ٥٠٠٠ ل.س..
في حادثة أفظع من هذه نشرتها زميلة لنا العام الماضي عن شاب أفرغ شهوته على فتاة كانت تجلس إلى جانبه في المقعد الأخير في باص النقل الداخلي، ولم تشعر الفتاة إلا وبماء الشاب يصيب ثيابها بعد أن التصق بها بشكل فاضح..
ليتولى أحد الشباب أمر المتحرش وتنزل الفتاة خجلة باكية من الباص..
أما (د) طالبة جامعية فكانت لها قصة مختلفة، إذ ساقها القدر في إحدى المرات للجلوس إلى جانب المتحرش في السرفيس ليعمد الأخير بعد دقائق إلى التحرش بها ويقوم شاب آخر كان برفقته بتصوير المشهد عبر كاميرا هاتفه، وخلال انفعالها وصراخها ومطالبتها للركاب والسائق بمساعدتها على تسليم المتحرش للأمن الجنائي لم يحرك أحد ساكناً، بل قام السائق بإيقاف السرفيس، مدعياً أنه سيحل المشكلة لتفاجأ بإنزال المتحرش وصديقه من السرفيس مُسهلاً لهما طريق الهروب ويتابع بعدها سيره.
يعني إذا بدو يستمر الوضع هيك، يعملوا باص للشباب وباص للبنات"؛ هذا ما قالته (و) ، وهي تروي تجربتها في ركوب باص للنقل الداخلي من المنزل إلى الجامعة، وتتابع: "بحكم أني طالبة جامعية، أضطر إلى استخدام وسائل النقل العامة، ولكن ما أن أصعد الباص حتى أجد الأيادي تلتصق بجسدي من جميع الجهات، الأمر مزعج حقاً، ولكن ما الحل؟".
من جهة أخرى أصبحت باصات النقل الداخلي مرتعاً للصوص.. وخاصة لصوص الجوالات الذين عجزت عنهم الجهات المختصة، ولم تستطع أن تحد من معدل السرقات التي تحدث في باصات النقل الداخلي، وأقصى ما تفعله هو تسجيل محضر سرقة بالجوال الذي غالباً ما يباع قطع صيانة لأمثاله من الجوالات..
الحل بسيط..
دائماً نطالب بحلول عند تحرير كل مادة صحفية، والحل بسيط جداً، وهو أن تخضع شركات النقل الخاصة إلى مراقبة من الجهات الحكومية، فيكون مراقبون الخطوط موظفين من وزارة النقل، فالازدحامات في باصات النقل الحكومية أقل بكثير من الخاصة، والمثال واضح جداً، فخط الزاهرة الحميدية كان يخدّم من قبل الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق، وكان الخط أكثر من جيد، وتعمل الشركة على تخديم هذا الخط حتى في أيام الجمعة والعطل، اليوم تم تعهيد هذا الخط لشركة خاصة، وغدا كأمثاله من الخطوط السيئة التي تخدمها شركات النقل الخاصة.. لا وزد على ذلك فوق حشر الناس والتغاضي عن حالات التحرش شتم الناس من قبل بعض السائقين الخارجين عن الأدب للمواطنين، وتقاضي أجور زائدة من خلال التذرع بعدم وجود "فراطة" ويوم أمس تجلت وقاحة أحد السائقين بأن أرغم الركاب المحشورين في الباص عندما وصل لنهاية الخط عند القصر العدلي بالنزول من الباب الأمامي واصفاً الركاب بالحرامية والمحتالين.. ونحتفظ برقم الباص لنقدم به شكوى للجهات المعنية كي يكون عبرة لغيره من السائقين الغير محترمين.. ولا نقصد الجميع
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا