شبكة سورية الحدث


القنصل الفخري للبرازيل الدكتور "رفلة كردوس" في ضيافة رابطة أصدقاء المغتربين في حمص

القنصل الفخري للبرازيل الدكتور "رفلة كردوس" في ضيافة رابطة أصدقاء المغتربين في حمص

 

سورية الحدث: حمص - سلوى شبوع - أندريه ديب 

بدعوة من رابطة أصدقاء المغتربين في حمص ألقى القنصل الفخري للبرازيل في المنطقة الجنوبية الدكتور "رفلة كردوس" محاضرة عنوانها "خصائص الجالية السورية في البرازيل امتداد قومي كبير للوطن الأم" في قاعة نادي الرابطة الأخوية في حمص القديمة، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والأدبية والثقافية وأعضاء من مجلس الشعب، وعدد من أهالي المدينة والمهتمين بالشأن الثقافي.
بداية تحدث القنصل الفخري عن الهجرة بأنها ظاهرة طبيعية واجتماعية، معتبراً الحركة والانتقال أساس النظام الكوني في الحياة، وأنّ الهجرة كما يسميها المفكر "توينبي" هي هجرة تحدي والسعي نحو الرزق أو الحرية أو الأمان، وأنها وسيلة لنشر الحضارات والثقافة وتبدل الخارطة الديموغرافية في العالم، مؤكداً أن الشعوب العربية لاتزال ترفد العالم بالموجات الحضارية، وتحمل معها إلى بلدان الاغتراب ثقافتها وعاداتها ولغتها، وأنّهم أطلقوا على الرواد الأوائل من أجيال المغتربين صفة الأبطال لاندماجهم بالمجتمع اللاتيني الأمريكي.
وأوضح القنصل الفخري أسباب الهجرة العربية إلى العالم الجديد والتي تعود لعوامل اقتصادية وسياسية وفكرية، وإلى الطموح وحب المغامرة لدى السوريين واللبنانيين، إضافة إلى أجواء القهر الفكري في العهود الاستعمارية والذي أدى إلى هجرة الأدباء وأصحاب القلم المبدع أمثال الشاعر "إيليا أبو ماضي".
و تحدث الدكتور "رفلة كردوس" عن زيارة امبراطور البرازيل "دون بيدرو الثاني" إلى سورية عام 1878 وعن إعجابه بمدينة دمشق، وتسميته لها في إحدى رسائله بإسمرالدا الشرق، كما تحدث عن زيارة الرئيس البرازيلي لسورية عام 2003 والاستقبال الحافل الذي لاقاه من قبل الشعب العربي السوري، مما يدل على تطور العلاقات بين سورية وكافة بلاد الاغتراب وخاصة البرازيل التي تحتضن أكبر جالية عربية في العالم، مؤكداً على أن السوري أثبت دوره في بلاد الاغتراب كطبيب ومهندس وباحث ومفكر ورجل أعمال ونائب ووزير.
وبيّن القنصل الفخري أهمية الزيارة التاريخية والسياسية للسيد الرئيس "بشار الاسد" مع وفد رفيع المستوى إلى البرازيل عام 2010 ، بأنها خطوة تأسيسية مفتاحية لتعزيز وتعميق العلاقات السورية البرازيلية والتعاون البنّاء بين البلدين على المستوى التجاري والاقتصادي والعلمي والسياسي والثقافي.
كما تحدث عن الإنجازات التي صنعتها الجالية العربية عامة، والسورية خاصة، في جميع بلاد أميركا الجنوبية وخاصة البرازيل التي يعيش فيها حوالي 8 مليون سوري، ومنها تأسيس "النادي الحمصي" في "ساوباولو" عام 1920م، والذي تأسس على يد "توفيق بندقجي"، و"ميخائيل ملوحي"، و"أمين فركوح"، وغيرهم من المؤسسين السوريين، مؤكداً أنّ النادي الحمصي كان ومازال همزة الوصل بين حمص الأم والمغتربين الحماصنة وأولادهم وأحفادهم، لافتاً إلى صدور  كتاب بمناسبة اليوبيل الفضي للنادي الصيفي يحتفظ به حتى الآن.
وبيّن القنصل الفخري إبداعات السوريين في المجالات الأدبية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والطبية والسياسية، مشيراً إلى أنّ مئات النواب الفيدراليين والمحليين هم من أصل عربي، وأنّ البعض منهم وصلوا إلى سدة رئاسة الجمهورية في أكثر من بلد أمريكي جنوبي، ذاكراً أسماء بعض الشعراء الذين ذاعت شهرتهم خارج حدود بلد الاغتراب، منهم "جورج مدور"، والأديب "منصور حداد".
وعن أهمية الجالية السورية في المجتمع البرازيلي، أكّد بأنها امتداد قومي كبير وصريح للوطن الأم، وأنّها لم تتوانى يوماً عن تأييد ودعم المواقف الوطنية السورية سياسياً واجتماعياً، معتبراً كل مغترب سوري هو بمثابة سفير لسورية في البرازيل، منوهاً إلى وقوف البرازيل شعباً وقيادة مع سورية أثناء الأزمة، ومساندتها للشعب السوري، مؤكداً حرص المغتربين السوريين على المحبة والوفاء لوطنهم الأم، وإسهامهم في تعميق أواصل الصداقة والتعاون بين سورية والبرازيل في مختلف مجالات الحياة وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة، وفي مرحلة إعادة إعمار سورية، خاتماً محاضرته بعبارة "المغترب يعيش في قلب الوطن مثلما يعيش الوطن في قلبه".

 

التاريخ - 2023-01-23 9:23 PM المشاهدات 492

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا