سورية الحدث - محمد الحلبي
غالباً.. والنسبة الكبيرة من زبائن المولات هم من الطبقة الميسورة الحال.. ولذلك نادراً ما يتم اكتشاف السرقات التي يقوم بها بعض المحاسبين على الصناديق (الكاشيرات) عند دفع الحساب من قبل الزبون.. وغالباً أيضاً ما تنتهي القصة عند اكتشاف عملية السرقة بكلمة (آسف) حصل خطأ وتنتهي الحكاية دون أي ضجة..
قصص وحكايا
هو حديث عابر مع بعض الأصدقاء فتح عيون الجميع على طريقة السرقة التي تتم في المولات..
تقول الزميلة (س) أنا لست من الطبقة الغنية، لكن بدافع الفضول دخلت مرة إلى أحد السنترات في منطقة الميدان، وكنت قد قبضت راتبي يومها وقررت أن أشتري فيه بعض الأشياء من المول لكثرة ما سمعت من صديقاتي عن العروض التي تقدمها هذه المولات.. تسوقت في السوبر ماركت وصرفت هناك حوالي ٩٠٪ من راتبي وعدت للمنزل، لتمسك والدتي الفاتورة وتفنّد الأشياء قبل أن تقول لي أن علبة الحلاوة غير موجودة، فقلت لها أني لم أشترِ علبة حلاوة، فقالت لي إنها موجودة على الفاتورة..
وقد عدت إلى المول واسترجعت منه ٢٠ ألف ليرة ثمن علبة الحلاوة التي تقاضوا ثمنها غبناً..
فيما قال (م) أنه في أحد سنترات كفرسوسة وبعد أن وجد صديقه الذي كان برفقته قد دخل هناك واشترى بعض الحاجيات قال لنفسه أن الأسعار لن تفرق عن الأسواق كثيراً وهو في عجلةٍ من أمره.. فابتاع قليلاً من الجبن واللبنة والزعتر، وبعض المنظفات والبن، ليصدمه رقم الفاتورة، لكن خجله من صديقه جعله يدفع ما طلبه منه (الكاشير) -من تم ساكت- وما إن افترق عن صديقه حتى أخرج الفاتورة وراح يراجعها ليتبين أنهم سجلوا ثمن ٦٠٠ غ جبنة ٣٠ ألف ليرة سورية، وعندما عاد لمراجعة الكاشير أعادوا له الفارق الذي بلغ نحو ٢٠ ألف ليرة سورية مع كلمة (آسفون).. طبعاً قطعوا ثمن الجبنة ٣ مرات..
واللعب في الفواتير ليس في المولات فحسب، بل في المقاهي أيضاً..
يقول صديقنا (خ) والذي دعا خطيبته لاحتساء فنجان قهوة مع نفس أركيلة والذي صدم بالرقم الذي تذيل فاتورة الحساب آخر الجلسة، حيث اعتقد من كتب الفاتورة أنه سيحرج الشاب أمام الفتاة التي تجالسه، وغالباً ما تدب النخوة بالرجل في هذه المواقف ويدفع الحساب وفوقها حبة مسك دون نقاش..
لكن للأسف صديقنا ليس من هذا النوع، وراح يمعن النظر في تفاصيل الفاتورة ليتبين أن هناك بند تبديل رأس معسل قيمته حوالي ٨ آلاف ليرة، وعبوة مياه كبيرة ب ٣٥٠٠ ليرة بينما عبوة المياه التي نزلت على الطاولة من الحجم الصغير..
قصص نصب واحتيال جديدة لن تتوقف طالما ثقافة الشكوى ستبقى غريبة عن مجتمعنا، والرقابة ضعيفة على الفعاليات مهما كان نوعها..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا