سورية الحدث - محمد الحلبي
لم أكن أريد أن أتطرق إلى الحديث عن الفنان الكبير ياسر العظمة رغم الضجة الكبيرة التي أثيرت حوله الفترة الأخيرة عقب برنامجه الجديد الذي يبثه على قناته في اليوتيوب، لكني أريد أن أوضح حقيقة أمرٍ رغم أنه ظاهر للعيان، وهو انقسام الناس بين مؤيد وموافق لما يطرحه العظمة عبر برنامجه وبين معارض له.. إلى هنا الأمر طبيعي، واختلاف الآراء لا يفسد في الود قضية، لكن الملاحظ أن من يؤيده هو عامة الناس وجمهوره الكبير الذي اعتاد على رؤية أوجاعه وآلامه في مراياه، أما من ينتقده فهم بعض الصحفيين ومنتجي المسلسلات، وبعض الفنانين الذين طالتهم انتقادات العظمة، فقط لأنه قام بتعرية الحقيقة التي ألبسها هؤلاء زيّ الكذب والخداع وتزييف الحقائق، ولا أريد أن أزيد أكثر على هذا الكلام ..
في حلقته الأولى تحدث عن نجوم مراياه، وفي الثانية تحدث عن الواقع المعيشي في سورية، لينبري هنا بعض المطبلين والمزمرين الذين اعتادوا على تعمية الحقائق وأوصلونا إلى ما نحن فيه الآن من ضائقة اقتصادية ومعيشية، وقالوا بأنه لايحق له الحديث عن الواقع المأساوي الذي وصلنا إليه، وأنه ترك البلاد وهاجر، كان ذلك قبل أن تعرض حلقته الثالثة التي عرّا فيها الدراما السورية وأظهرها على حقيقتها، لتفتح النار عليه من كل حدبٍ وصوب، ولن أستشهد هنا أو أيد كلام ياسر العظمة حتى لا يقال أني أدافع عنه، بل سأستشهد بالمهرجان الأخير للدراما والفنون الذي أقيم في الرياض، والذي خرجت فيه درامانا بخفي حنين دون أي جائزة، لا على الصعيد الفردي ولا الجماعي، وكان فنانونا ضيوف شرف حضروا المهرجان لالتقاط الصور مع المكرّمين فقط والقيام برحلة سياحية مأجورة ..
درامانا التي أصبحت عبارة عن عروض أزياء ومسابقات تعرّي للترويج وتلميع ممثلي الوطن العربي عن طريق الأعمال المشتركة التي لاطائل منها سوى جني الأموال مقابل العري والمشاهد التي أصبغوا عليها كلمة جريئة بدلاً من جملة قلة أدب، والتي قبل بها البعض من ممثلينا..
أما أن يروج العظمة لفيديوهاته بعبارات مثل شاهد قبل الحذف أو غيرها فهذا من حقه.. والسؤال هنا، هل ياسر العظمة باسمه الكبير بحاجة إلى زيادة عدد جمهوره، وهل هناك من فنان بالوطن العربي حالياً يمكن له أن يضاهي نجومية العظمة؟ وحتى وإن كان يبحث عن التريند كما اتهمه البعض، فهل هذا حق لغيره من الفنانين الذين يبحثون عن التريند بأصابع أرجلهم وعريهم وتصريحاتهم المثيرة للجدل، ومحرّم عليه؟.. وهنا أحب أن أشير أن الفنان عدنان أبو الشامات وحده الذي قال كلمة حق ولم يخشَ استبعاده أو غضب المنتجين الذين طالتهم انتقادات العظمة أن يسقطوه من حساباتهم من مسلسلاتهم..
وأخيراً ليس آخراً. حتى وإن كان العظمة يبحث عن تصدر التريند فهذا الأمر بحد ذاته أصبح اليوم حرفة ومهنة في عالم السوشال ميديا، وهي أصبحت باب رزق جديد للعديد من الناس، ومن حق الرجل أيضاً أن يبحث عن مصدر دخل له بالطريقة التي تناسبه وتحلو له، هو حق له كما هو حق لغيره.. سواء كتب شاهد قبل الحذف أو أي عبارة غيرها للترويج لبرنامجه الجديد..
وختاماً لا أعتقد شخصياً أن الفنان الكبير هو من كتب هذه العبارة، بل من يدير له صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكل الفنانين يوكلون صفحاتهم إلى مدراء ليشرفون على إدارتها والتحكم بها لتحقيق الجدوى منها..
وأخيراً لمن انتقد هجرة العظمة.. هل لك أن تخبرنا أين هم أولادك اليوم.. هل لكم أن تخبرونا كيف تعيشون من رواتبكم التي لا تتجاوز ال١٥٠ ألف ليرة سورية في الشهر.. هل لكم أن تخبرونا أن يعيش ألمع نجوم سورية من الفنانين وأين يقيمون؟ هل لكم أن تخبرونا كيف تحصل الفنانات عندنا على الإقامات الذهبية في الإمارات ويتنعمون ويبذخون الأموال هنا وهناك، وأغلبهن لم يتجاوزن الخامسة والعشرين من أعمارهن وإن بحثت عن أحوال أهلهن تجدهن من الطبقة الفقيرة في غالبيتهن..
الأفضل أن أسكت عن الكلام المباح.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا