شبكة سورية الحدث


الخطوط العامة الكبيرة الدائمة لاستراتيجية إصلاح الإدارة العامة في سورية

الخطوط العامة الكبيرة الدائمة لاستراتيجية إصلاح الإدارة العامة في سورية عبد الرحمن تيشوري إن ثمة تسلسلاً منطقياً للبرامج الخمسة عشرة المقترحة من أجل استراتيجية الإصلاح. ورغم تحقيق بعض التقدم في بعض القطاعات (وزارات المالية والاقتصاد والصناعة والنقل والادارة المحلية)، فإن الأمر يستحق دراسة النتائج المتحققة وعدم العودة للبدء من الصفر، وذلك في ضوء البرامج المختلفة ومن أجل تعزيز الجهود الجارية ضمن كلٍّ من هذه البرامج، وكذلك من أجل تحديد الدروس المستفادة من هذه التجارب بغية بدء الإصلاحات في قطاعاتٍ أخرى لم يجر العمل عليها بعد رغم أهميتها من أجل نجاح الحكومة في التوصل إلى هدفها بعيد المدى المتمثل في إقامة الحكم الرشيد. وأما القطاعات التي لم يجر العمل عليها بشكلٍ كافٍ بعد رغم أهميتها، وذلك لأسبابٍ تتعلق بالموازنة أو من أجل إتاحة الفرصة لها حتى تتواءم مع الفئة الاقتصادية الجديدة ومع بيئة سياسة أكثر تعددية، فهي: الصحة والتعليم والعدل والزراعة والشركات العامة والشرطة والأمن والدفاع. وتضم استراتيجية إصلاح الإدارة العامة المقترحة 15 برنامجاً / كتبت فيها في بحث تطبيقي عن الادارة العامة عام 2007جرى اقتراح خلفياتها وهدفها العام وغايتها والنتائج المتوقعة منها ونشاطها، وكذلك توقيتها (التأشيري)، وهي: البرنامج الأول: التنسيق العام البرنامج الثاني: تكليف المحافظات بالخدمات على نحوٍ لا مركزي البرنامج الثالث: دراسة الوظائف / المركزي وللامركزي والتركيز الاداري والتفويض والتشريع والتقييم والتشخيص / البرنامج الرابع: المحاسبة والأداء التأشيري البرنامج الخامس: تصنيف القوانين وتعزيزها البرنامج السادس: تقديم الخدمات ( البرنامج السابع: إصلاح المالية العامة البرنامج الثامن: إصلاح الوظائف العامة وتشريعاتها البرنامج التاسع: المعلوماتية والحكومة والإدارة الإلكترونيتين ونظام معلومات الإدارة البرنامج العاشر: إدارة الجودة الادارية ( البرنامج الحادي عشر: التواصل وزيادة الوعي ونشر المعرفة الادارية البرنامج الثاني عشر: تنمية واستثمار الموارد البشرية البرنامج الثالث عشر : مديريات التنمية الاداري والتطوير الاداري والمؤسساتي البرنامج الرابع عشر : تعديل قانون العاملين ومراتب وظيفيةوتمثل هذه البرامج جوهر جدول الأعمال "الأفقي" للإصلاح الاداري في سورية. ولابد من فهم أن برامج الإصلاح هذه بحاجةٍ إلى إكمال وإلى إنشاء الروابط فيما بينها عبر إصلاحاتٍ موجهةٍ "على نحو رأسي" في كل قطاع من قطاعات الإدارة العامة الضرورية من أجل جدول أعمال الحكومة التنموي والاداري والاجتماعي. وهذه البرامج مقامةٌ أيضاً ضمن تسلسلٍ منطقي، وسوف تطبق على نحوٍ متعاقب في بعض الأحوال. وعلى نحوٍ متزامن في حالاتٍ أخرى؛ على أنه لا يجوز النظر إليها على أنها تتبع تسلسلاً زمنياً ميكانيكياً. وقد يمكن استخدام برامج زمنية متباينة في القطاعات المختلفة، وذلك وفقاً للألويات المقررة. وليس برنامج إصلاح الإدارة العامة بسلسلةٍ بسيطة من النشاطات التي يجب القيام بها لأنها صحيحةٌ من الناحية المنطقية والفنية، بل يجب أن يجري تبنيها سياسياً، ويجب أن تكون مجديةً من الناحية الاجتماعية والفنية. وثمة برامج منها يمكن، بل يجب، أن لا تطبق على نحوٍ صارم ووفقاً لبرنامجٍ زمني خطي شديد التحديد. إن إصلاح الإدارة العامة السورية عمليةٌ وطنية جماعية ومجتمعية متكاملة، وغالباً ما تمتد على زمنٍ طويل كما تبين تجربة بلدان أخرى في منطقة المتوسط أو في الاتحاد الأوروبي او ايران او روسيا. وهي عمليةٌ تنشأ في مواجهتها صعابٌ في لحظاتٍ بعينها تؤدي إلى إبطاء الإصلاح في مجالٍ ما بينما يجري تقدمه في مجالاتٍ أخرى. وبما أن هذه العملية الإصلاحية عملية تغيير فهي بحاجةٍ إلى اهتمامٍ دائم بظواهر مقاومة التغيير وبالحاجة إلى رفع الوعي لدى المعنيين والموظفين والمديرين والمحافظين والمستفيدين، وهو ما يتضمن في نهاية المطاف جميع سويات القطاع المعني أو المجتمع السوري عامةً. فالإصلاح إذاً يتجاوز كونه مجرد عملية تغيير تكنوقراطي، وذلك لحساسيته السياسية وأثره الإيجابي البعيد على الاقتصاد السوري المدمر والمخرب والمهدم، وكذلك أثره الاجتماعي المحتمل خلال عملية الانتقال من إدارة عامة مثقلة بالموظفين وفقيرة بالحوافز وضعيفة الأداء، إلى إدارةٍ سورية جديدة تتميز بالمرونة والكفاءة والخدمات العامة التي يمثل الزبون والمواطن والموظف مركز اهتمامها.
التاريخ - 2015-08-17 5:35 PM المشاهدات 620

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم