سورية الحدث - محمد الحلبي
أنا لا أعتب على من يدَّعون أنهم محللوون سياسيون، أو اقتصاديون، وأنهم أصحاب رؤى وحلول للمشاكل التي تعصف بنا.. لكني عاتب على الفضائيات والقنوات التلفزيونية التي تفتح لهم المجال للتدشق والتنظير على المواطن المنكوب بحلول ما أنزل الله بها من سلطان..
حيث ظهر منذ أيام على قناة سما الفضائية محامٍ طالب الحكومة بتأميم واستملاك كل شقة من أي شخص يملك بيتين.. وإن كان الهدف وراء هذا الطرح هو هدف نبيل إلا أن الحل والرؤية تنم عن عدم دراية ومعرفة بالقانون رغم أن صاحب هذا الاقتراح هو محامٍ، ونسي أن الدستور يكفل ويضمن الأملاك الشخصية لمواطنيه، ثم أنه عزيزي المحامي هل أصبح من يملك بيتين من أصحاب الأموال؟.. وأنا هنا أريد أن أوجه سؤالاً لحضرتك، بدلاً من اقتراحك استملاك بيوت المواطنين، والذين غالباً ما يعيشون من عائدات آجارها رغم تحفظنا على قيمة الآجارات ، هل بمقدورك أن تقترح على الحكومة استملاك الفلل والمزارع لأصحاب الأموال والنفوذ وإسكان المهجرين فيها ولو مؤقتاً؟.. أو هل لديك استعداد لو كنت تملك منزلين التنازل عن أحدهما ؟ أشك في ذلك..
إذاً الموضوع هو فرد عضلات على الشاشات ليس إلا..
وبقي بجعبتي معلومة صغيرة لاكمال مفاهيمك الدينية التي طرحتها.. الرسول الكريم آخا فقط بين المهاجرين والأنصار، لكن لم يفرض على أحد منهم أن يتنازل عن بيت أو درهم أو دينار واحد للأنصار، ومن فتح بيته وتخلى عن زوجة من زوجاته كان من سماحة نفسه.. ولم يقم الرسول الكريم بتأميم واستملاك بيوت المهاجرين، ولا حتى اعتدى على شبر أرض لبناء مسجده..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا