كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للتنمية والدراسات :
سعر الصرف.. السوق السوداء تدافع عن مصالحها وسط غياب أي توضيح رسمي.. لماذا؟
ما نشهده اليوم من تذبذب سريع وكبير في سعر الصرف يؤكد أن ما يجري هو مضاربة شرسة ودفاع مستميت للسوق السوداء من اجل المحافظة على مصالحها وإبعاد الهامش بينها وبين سعر صرف الحوالات المعلن من المصرف المركزي.
وهذه السوق السوداء طبعا لديها أدوات كثيرة وللأسف متابعة من الجميع وحتى أن اسعار السلع والخدمات تسعر وفق ما يحدده المضاربون بسعر الصرف، فهل من يضع حد لها... وهل يخرج علينا أحد الاقتصاديين ليشرح لنا ما هي الأسباب المنطقية والاقتصادية التي دفعت بمؤشرات الدولار للارتفاع؟
هل يشرح لنا أحد الأسباب الكامنة الذي يدفع بالدولار ليرتفع يوميا 200 ليرة ولتسبقه أسعار السلع بالآلاف مرتفعة وبشكل يومي أيضا..
هل يشرح لنا أحد ما هي العوامل التي أدت لهذه النتائج... رغم حجم الحوالات الخارجية التي تدفقت أثناء رمضان والعيد والتي من شأنها أن تدعم سعر صرف الليرة وليس العكس..
ليسأل الكثير من المواطنين.. لماذا يتكرر هذا السيناريو دائما؟.. ولماذا لا يمكن تثبيت سعر صرف الليرة ولو لمدة عام على الأقل؟.. ولماذا يتم تحريكه بين الحين والآخر؟
قطاع الأعمال لا يمكن له العمل في ظل تذبذب سعر الصرف، فهو قد يتعرض للخسائر.. وأيضا دخل المواطن لا يمكنه مجارة التخضم الكبير الذي يحدثه سعر الصرف وبشكل يومي.
ما ينتظره المواطن هو تحرك عاجل من الفريق الاقتصادي، لكبح لجام هذا التذبذب ووضع حد للمضاربين، وللسوق السوداء بشكل تام، وتهيئة البيئة المناسبة لإحداث استقرار دائم في سعر الصرف على الاقل .
ما نستغربه هو الصمت من الجهات المسؤولة عن سعر الصرف المتمثلة بالمصرف المركزي، والذي قد يفتح المجال أمام المضاربين اكثر للتلاعب بسعر الصرف، فعندما يخرج أحد المسؤولين في الحكومة أو بالمصرف المركزي
ويشرح للمواطنين ما يحدث وما الأسباب والنتائج والتوقعات، فإن المواطن في هذه الحالة لن يشعر بالذعر فهو سيكون على بينة.. فلماذا هذا الجفاء في التعاطي مع المعلومات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
لا بد من التأكيد على أن إضعاف الليرة السورية يعني إضعاف الاقتصاد الوطني وإضعاف دخل المواطن أكثر، ويجب التحرك العاجل لمنع هذا الأمر.
ولنا أمل كبير بأن تنعكس التحركات الاقتصادية والسياسية التي شهدناها والانفتاح العربي والإقليمي على بلادنا بشكل إيجابي على الاقتصاد السوري، حيث أن التحركات الأخيرة كان لها صدى اقتصادي كبير،
وسنلمس أثرها الإيجابي بعد حين.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا