رداً على وصفها لنفسها بأنها حكومة أبوية.. أكرم العفيف "الأب الي ما بيطعمي ولادوا أب فلتان"

سورية_الحدث - محمد الحلبي 

 قال الخبير التنموي أكرم العفيف أن التصريحات الحكومية هي تصريحات مضللة..
إذا تقول الحكومة أن كتلة الدعم تقدر بمئات المليارات، فأين أثر هذا الدعم على الأسر التي تزداد فقراً يوماً بعد يوم؟
وأنا أقول أن وصف الحكومة لنفسها بأنها حكومة أبوية هو تعبير مضلل.. فالأب الذي لا يطعم أولاده هو أب فلتان..
تأتي الحكومة وتدعم المزارع ب ١٠ كغ سماد ويسمون أنفسهم داعمين..
وأضاف العفيف قائلاً: صانع القرار لا يشبه السوريين، ولا يرى أبعد من أنفه، فمثلاً قارن سعر القمح السوري بسعر القمح العالمي، وأوحى أننا نستطيع الأستغناء عن القمح السوري باستيراد القمح من الخارج، ونسي أن الفلاحين يستخدمون التبن الناتج عن حصاد الأقماح لإطعام قطعان المواشي، وهذا بحد ذاته ثروة حيوانية يقلل من تكاليف انتاج المشتقات الحيوانية، وكذلك عندما توقفت معامل السكر منذ ٨ سنوات انتهى قطاع الأغنام، فنواتج تصريم الشوندر من معامل السكر كانت تجفف وتخزن وتوضع علفاً للأغنام طوال فترة الشتاء، وعندما توقفت معامل السكر لجأ مربوا الأغنام إلى التبن، وهو مجرد - عليقة مالئة- (يعني حشو معدة من غير فائدة كما نقول بالعامية) أصبحت الغنمة الواحدة تكلف أكثر من ٢٠٠٠ ليرة في اليوم، ومن يملك قطيعاً متوسطاً من الأغنام تعداده ٥٠٠ رأس غنم أصبح بحاجة إلى مليون ليرة يومياً، والغنمة التي كان ثمنها مليون وثلاثمائة ألف ليرة عندما كان الدولار ب ٣٠٠ ليرة أصبحت تباع اليوم ب ٢٠٠ ألف ليرة والدولار حوالي ٨ آلاف ليرة.. 
انتهى قطاع الأغنام وأنتم تتكلمون عن الدعم.. أي دعم هذا الذي تتحدثون عنه.. 
وأضاف العفيف: سياسة التسعير هي من أنهت وتنهي الزراعة في سورية، حيث توقفت زراعة القطن، والشوندر، وعما قريب ستتوقف زراعة القمح إذا استمرت الحكومة بسياسة التسعير هذه..
وختم العفيف حديثه معنا قائلاً: السيد الرئيس عندما تحدث عن تحويل الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد ورقي (الدولار) سماها سرقة موصوفة، وأنا أستلهم تعبير السيد الرئيس وأسمي تدمير المنتجين من أجل ليرة نحن نطبعها بجريمة موصوفة..