شبكة سورية الحدث


الجيل المنكوب كما أحب أن أسمينا

الجيل المنكوب كما أحب أن أسمينا

الجيل المنكوب كما أحبّ أن أسمّينا 
لقد عاشرنا البارود و أمطرت علينا رصاصات الإرهاب من كلّ الاتجاهات
حتى أصبحنا نستحمّ بدماء الشهداء بدلاً من الماء و الصابون 

عايشنا الفقر و الجوع و الحاجة التي أصبحت و للأسف الشديد تبرّر الوسيلة من فرط شدّتها! 
حاربنا الوباء، و وقفنا وجهاً لوجه أمام الموت
نصرخ في وجه التوابيت، كفى طمعاً!

و دفنّا أحبابنا براحتينا اللتين اعتادتا أن يربّتا على كتفيهم
بأصابعنا التي كانت تتشابك مع أصابعهم
ودّعناهم دون أن يودّعوا ما تبقّى منّا

أصبح الموت صديقنا الصدوق
الحارس و الحامي 
و القرين  
فعندما يغيب، ينتابنا شعور بنقصٍ مجهول في مكان ما في الأعماق
 
جُبِلنا على النعوات و الدموع و الوداع
و من ثمَّ زُلزت الأرض من تحت أقدامنا 
فلم نعد حتى في بيوتنا آمنين 
لم نعد نعي من أين نهرب و لأين نهرب 
أتبادلت الشوارع دورها مع المنازل؟
أم أنّ كليهما عقد اتفاقاً على خنقنا؟

الجيل المنكوب كما أحبّ أن أسمّينا 
حفرنا للجوع مكاناً في الفؤاد حتى أصبح منّا و فينا
يسري كالدماء في شراييننا
و نبكيه بالحبر مع كلّ كلمة نسطرها على فقيدنا 

و بالجوع.. لا أتقصّد جوع الطعام فقط 
بل جوع المادّة
جوع العملة
جوع الاهتمام لتعويض النقص الدفين 
جوع الانتباه 
جوع الطمع 
نحن أبناء القنابل 
و أطفال الحجارة 

نحن المحارب الشجاع القوي 
الذي بُتِرَت يدهُ و ساقيه 
نحن أرواح ميتة في أجساد تتصنّع السعادة على السوشل ميديا 

الجيل المنكوب كما أحبّ أن أسمّينا 
أو.. جيل القناع.. و الإثم المختبئ خلف إصبعه 
جيل الذنب و العار و المنقصة 
الذي لا ذنب له به! 

نحن يا أحبائي..
أعداء الحياة..
لأننا عايشنا كلّ ما يمكن لشابٍّ أن يعايشه 
حتى ماتت فينا عتبة الألم 
و لوّنِت صفحاتنا بالأسود المُغبّر

كم أحزن علينا..
و على كلّ من فقدناه في حرب أو وباء أو زلزال..

د.نتالي دليلة
5/8/2023
9:32 pm
( ليس نصاً و إنما فرط امتلاء تقيّأته بين السطور بسرعة)

التاريخ - 2023-08-10 7:33 PM المشاهدات 158

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: الجيل المنكوب،الفقر