الجيل المنكوب كما أحبّ أن أسمّينا
لقد عاشرنا البارود و أمطرت علينا رصاصات الإرهاب من كلّ الاتجاهات
حتى أصبحنا نستحمّ بدماء الشهداء بدلاً من الماء و الصابون
عايشنا الفقر و الجوع و الحاجة التي أصبحت و للأسف الشديد تبرّر الوسيلة من فرط شدّتها!
حاربنا الوباء، و وقفنا وجهاً لوجه أمام الموت
نصرخ في وجه التوابيت، كفى طمعاً!
و دفنّا أحبابنا براحتينا اللتين اعتادتا أن يربّتا على كتفيهم
بأصابعنا التي كانت تتشابك مع أصابعهم
ودّعناهم دون أن يودّعوا ما تبقّى منّا
أصبح الموت صديقنا الصدوق
الحارس و الحامي
و القرين
فعندما يغيب، ينتابنا شعور بنقصٍ مجهول في مكان ما في الأعماق
جُبِلنا على النعوات و الدموع و الوداع
و من ثمَّ زُلزت الأرض من تحت أقدامنا
فلم نعد حتى في بيوتنا آمنين
لم نعد نعي من أين نهرب و لأين نهرب
أتبادلت الشوارع دورها مع المنازل؟
أم أنّ كليهما عقد اتفاقاً على خنقنا؟
الجيل المنكوب كما أحبّ أن أسمّينا
حفرنا للجوع مكاناً في الفؤاد حتى أصبح منّا و فينا
يسري كالدماء في شراييننا
و نبكيه بالحبر مع كلّ كلمة نسطرها على فقيدنا
و بالجوع.. لا أتقصّد جوع الطعام فقط
بل جوع المادّة
جوع العملة
جوع الاهتمام لتعويض النقص الدفين
جوع الانتباه
جوع الطمع
نحن أبناء القنابل
و أطفال الحجارة
نحن المحارب الشجاع القوي
الذي بُتِرَت يدهُ و ساقيه
نحن أرواح ميتة في أجساد تتصنّع السعادة على السوشل ميديا
الجيل المنكوب كما أحبّ أن أسمّينا
أو.. جيل القناع.. و الإثم المختبئ خلف إصبعه
جيل الذنب و العار و المنقصة
الذي لا ذنب له به!
نحن يا أحبائي..
أعداء الحياة..
لأننا عايشنا كلّ ما يمكن لشابٍّ أن يعايشه
حتى ماتت فينا عتبة الألم
و لوّنِت صفحاتنا بالأسود المُغبّر
كم أحزن علينا..
و على كلّ من فقدناه في حرب أو وباء أو زلزال..
د.نتالي دليلة
5/8/2023
9:32 pm
( ليس نصاً و إنما فرط امتلاء تقيّأته بين السطور بسرعة)
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا