ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بويتن، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مسألة التقارب السوري- التركي، وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وقال بوتين، في مؤتمر صحافي أجراه مع نظيره التركي أمس الاثنين في العاصمة الروسية موسكو: “ناقشنا التسوية السياسة في سوريا وتعاونا في إطار صيغة أستانا التي تعد الأكثر فاعلية، وأؤكد أن النهج الأساسي لتسوية الأزمة هو الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده من دون أي إملاءات خارجية”.
وقال الرئيس الروسي، في ختام محادثاته مع نظيره التركي: “من المهم أن نتشارك في المواقف الأساسية لحل الأزمة السورية، مثل احترام سيادة هذا البلد واستقلاله وسلامة أراضيه”.
وأضاف: “نحن ندرك أنه من أجل إطلاق عملية إعادة بناء واسعة النطاق لهذا البلد، من الضروري تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق، ونحن ننطلق من حقيقة أن تحديد مستقبل سوريا يقع على عاتق السوريين أنفسهم من دون فرض أي نماذج جاهزة من الخارج”.
ويأتي حديث بويتن عن مسار التقارب السوري- التركي، في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون الأتراك أنه لا توجد إمكانية لانسحاب القوات التركية من سوريا، وقال سابقاً في هذا الصدد وزير الدفاع التركي يشار غولر: “تركيا تريد السلام بصدق، لكن لدينا ما نعده نقاطاً حساسة، فلا يمكن تصور أن نغادر سوريا من دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا، وأظن أن الرئيس السوري بشار الأسد سيتصرف بعقلانية أكثر في هذا الموضوع”.
على حين يؤكد الجانب السوري، أنه لا يمكن أن يشهد مسار التقارب بين دمشق وأنقرة قبل وضع جدول زمني واضح للانسحاب التركي من سوريا، وقال في هذا الصدد، الرئيس بشار الأسد: “موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حصوله كشرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة” وجاء تصريح الرئيس الأسد، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في 2 أيلول الجاري.
ومنذ حزيران الفائت، لم يشهد مسار التقارب السوري- التركي أي مستجدات، إذ أُجريت في 20 و21 الجولة العشرين لمحادثات أستانا بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا وتم في الاجتماع الاتفاق على “خريطة طريق” للتقارب بين الجانبين من دون أن تشهد أي تقدم.
الوسطاء يعيدون الحراك لملف التقارب السوري- التركي:
منذ حزيران الفائت، لم يشهد مسار التقارب السوري- التركي أي مستجدات، إذ أُجريت في 20 و21 الجولة العشرين لمحادثات أستانا بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا وتم في الاجتماع الاتفاق على “خريطة طريق” للتقارب بين الجانبين من دون أن تشهد أي تقدم.
فيما تشهد الفترة الأخيرة حراكاً روسياً- إيرانياً لأعادة إحياء هذا المسار، فقبل 5 أيام من زيارة أردوغان إلى موسكو، وصل وزير خارجيته حاكان فيدان، إلى روسيا التقى خلال الزيارة بنظيره الروسي سيرغي لافروف.
بدوره وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في زيارة إلى دمشق، بتاريخ 2 أيلول الجاري والتقى خلالها بنظيره السوري فيصل المقداد، وبالرئيس بشار الأسد، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع المقداد: “إن إقامة علاقات بين سوريا وتركيا على أساس حسن الجوار واحترام سيادة سوريا تخلق مناخاً إيجابياً في المنطقة”، مشيراً إلى أن الاجتماعات الرباعية بين سوريا وروسيا وإيران وتركيا طرحت أفكاراً إيجابية عن احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
يشار إلى أنه تم الحديث بشكل رسمي وعلني عن تفعيل مسار التقارب السوري- التركي بعد 12 عاماً من القطيعة، في تموز 2022، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن نية بلاده لتقريب وجهات النظر بين سوريا وتركيا، وتم حينها عقد قمة ثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في طهران.
وفي أيلول 2022 تم الكشف عن اجتماع عُقد بين رئيس المخابرات السوري ونظيره التركي في دمشق، وفي 28 كانون الأول عُقد أول اجتماع بين وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا في موسكو، وكان اللقاء الوزاري الأول الذي يُعقد بين وزيرين سوري وتركي، منذ بداء الحرب السورية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا